دعت جماعة الاخوان المسلمين في الأردن المكون المعارض السياسي الأبرز في البلاد المجتمع الدولي إلى رفع الحظر عن تسليح الجيش السوري الحر، وقطع العلاقات مع النظام السوري، لكنها اعتبرت أن تسمية حزب الله بـ"حزب اللات" ليست من أدبيات الجماعة، رغم أن المظاهرة شهدت إحراق علم الحزب.
وجاءت الدعوات تزامنا مع انطلاق مظاهرة حاشدة للجماعة الجمعة وسط العاصمة عمان، نصرة لسوريا، شبّه فيها المتظاهرون رئيس حزب الله اللبناني، حسن نصر الله برئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون . وهتف المتظاهرون تنديدا بنظام بشار الأسد والجرائم التي يرتكبها وقالوا: "كيف ننام كيف ننام ودم يسري بالشام.. واحد واحد واحد شارون وحسن واحد."
الناطق الرسمي باسم الجماعة ونائب المراقب العام فيها، زكي بني أرشيد، طالب بتسليح المعارضة السورية والجيش الحر، دون أن يخفي مخاوف الجماعة من تنامي التيارات التكفيرية المتشدد على غرار جبهة النصرة.
وقال بني أرشيد في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن مطلب قطع العلاقات مع سوريا "مطلب قديم للجماعة قبل تبني القيادة المصرية له،" وأضاف :"نحن مع قطع العلاقات مع سوريا وسحب الشرعية من النظام هناك وإقامة علاقات مع بديل للشعب السوري."
في أثناء ذلك ، تخلل المظاهرة التي عصب فيها المشاركون رؤوسهم بعصب بيضاء كتب عليها "سيهزم الجمع ويولون الدبر" إحراق علم حزب الله اللبناني، ورفع يافطات تندد "بحزب اللات" وعن ذلك علق بني ارشيد قائلا: "هذه كانت تجاوزات لم نقرها ومخالفة لسياسية الحركة الاسلامية."
لكن جماعة الاخوان التي دعت إلى "النفير العام" مع بدء الثورة السورية، ترى اليوم أن سوريا ليست ساحة للقتال فيها، داعية في الوقت ذاته إيران إلى تغير سياستها وفتح صفحة جديدة.
وقال بني أرشيد: "إذا أرادت إيران أن تحافظ على مصالحها عليها أن تغير سياساتها... أما النفير العام لم يقصد به الجهاد في سوريا بل الدعم في المجالات الحيوية، فالثورة السورية لا ينقصها رجال للقتال." أما فيما يتعلق بجبهة النصرة ، فتعتبرها الجماعة "عبئا على الثورة السورية"، حيث لا يخفي إخوان الأردن ولا حتى النظام السياسي وفقا لمراقبين مخاوفهم من تنامي قوة تلك الجبهة.
وطالبت المسيرة بطرد السفير السوري في عمان بهجت سليمان الذي عرف عنه إثارته للجدل وإطلاق تصريحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت وزارة الخارجية الاردنية قد وجهت له إنذارا أخيرا بالتزام قواعد الدبلوماسية فيها.
إلى ذلك، دعا أحد شيوخ تجمع عشائر بني حسن الأردنية، طارق الخوالدة، خلال المسيرة النظام الحاكم والأنظمة العربية إلى ترك الشعوب للجهاد في سوريا، داعيا إياهم إلى "الاتعاظ بمصائر حكام الربيع العربي" على حد تعبيره، وشهدت المسيرة رفع صورة معدلة لبشار الأسد يظهر فيها متشحا بالسواد ومرتديا عمامة إيرانية.