أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمام مؤتمر "أصدقاء سوريا" في الدوحة، السبت 22 يونيو/حزيران، أن "مستقبل سوريا لن تفرضه مجموعة معينة أو شخص واحد"، وأن "على الجانبين في سوريا تقديم تنازلات للتسوية".
وذكر كيري أن "النظام السوري عمد إلى التصعيد عبر الاستعانة بإيران ومقاتلين لبنانيين"، مشدداً على أن "جميع الأطراف متفقة على إنهاء العنف، واعتماد التفاوض على أساس جنيف 2".
وفي كلمته، أكد وزير خارجية قطر، حمد بن جاسم بن جبر، أمام المؤتمر، "ضرورة تسليح المعارضة السورية لتمكينها من إحداث توازن على الأرض". وأعرب عن تأييده لعقد مؤتمر السلام "جنيف 2"، لكن من دون مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي وقت سابق، صرح وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، على هامش الاجتماع بأن بلاده "لم تتخذ قراراً" بتزويد المعارضة السورية بالسلاح.
وقال هيغ للصحافيين "بالنسبة للسؤال الذي خضع للكثير من النقاش عما إذا كنا سنقدم مساعدات قاتلة من أي نوع كان للمعارضة السورية، فإن موقفنا لم يتغير، ولم نتخذ قراراً بالقيام بذلك".
وأضاف أن قرار تسليح المعارضة السورية، الذي تؤيده حكومته، يجب أن يخضع للنقاش في البرلمان.
وأوضح هيغ أن المفهوم البريطاني للنزاع الدائر في سوريا يتركز خصوصاً حول تقديم "أكبر مساعدات إنسانية"، وتشجيع فرص الحل السياسي.
ويهدف مؤتمر "جنيف 2"، الذي اقترحته واشنطن وموسكو، إلى جمع ممثلين للنظام والمعارضة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.
وانطلق في الدوحة، السبت، مؤتمر أصدقاء سوريا، بحضور ممثلي 11 دولة، لبحث دعم المعارضة السورية وتسليحها.
والمؤتمر سبقته جملة تطورات سياسية وميدانية، إذ أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة إلى رئيس مجلس النواب أن بلاده رفعت عدد جنودها في الأردن إلى ألف عنصر، إضافة إلى صواريخ باتريوت وطائرات مقاتلة لأسباب أمنية تتعلق بالوضع في سوريا والمخاوف من امتداده إلى الأردن.
وانتقدت روسيا، على لسان رئيسها فلاديمير بوتين ووزير خارجيتها سيرغي لافروف، التأهب الأميركي في الأردن، وكذلك تسليح المعارضة السورية، مدافعة في الوقت ذاته عن إمدادها نظام الأسد بالأسلحة.
وكان الجيش السوري الحر أعلن عن وصول كميات من الأسلحة المتطورة إلى مقاتليه. وكشف الناطق الإعلامي باسم الجيش الحر أن من بين تلك الأسلحة دفاعات جوية ومضادات للدروع، وتحدث عن تعهدات من دول أروبية وعربية بتقديم مزيد من الأسلحة لمقاتليه وفق جدول زمني.
وإلى ذلك، اعتبر رئيس لجنة مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق في سوريا، باولو بينيرو، أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع القائم في البلاد هو مؤتمر "جنيف 2"، ودعا إلى مفاوضات حقيقية بين الطرفين.