استعاد المختطف السعودي خالد فاروق عفان القرشي « للمدينة « قصة احتجازه لـ 27 يوما على يد مختطفين بسوريا وهروبه حافيا فيما كان الخاطفون يغطون فى سبات عميق وعرج القرشي فى راويته لقصة والدة الراعى التى رأفت به وخبأته فى « عشة فراخ « حتى يأتي زوجها لتهريبه .
وفجر القرشى فى قصته المثيرة « مفاجآت « غريبة على المسامع منها قصة « الديّة «التى بلغت 400 ألف دولار استجمعها الطيبون من أجله فإذا به تختفي على يد حاملها .
ولم تقف حدود الحكايات التى تقارب ألغازها شبها أفلام هوليود عند هذا السقف المثير والمدهش بل تعاظمت فى حبكة تبديله من مركبة لمركبة على قمة جبل فى مسلسل استهدف الخاطفون من ورائه إخفاء ملامحهم .. الحكاية ذات فصول مثيرة فتعالوا نسمع صوت القرشي منقولا على صفحات « المدينة «
ابنتى والحكاية
إن لدي طفلة عمرها 7 سنوات من أم سورية طلقتها قبل سنوات وكانت بيننا جلسات محاكم في المدينة المنورة لدى الشيخ علي السديس وكذلك جلسات محاكم بسوريا لافتا الى ان القضاء السوري يحكم البنت تعيش مع والدها بعد بلوغها سن الرابعة عشرة وقد تقدمت بعدة خطابات للجهات المعنية في المملكة كي احصل على حضانة ابنتي خاصة بعد أن تزوجت مطلقتي ودفعت مبالغ مالية لكي أحصل على ابنتي وتعيش معي في المدينة المنورة مع أخواتها الست من زوجة ثانية.
مكالمة هاتفية
قبل شهرين تلقيت اتصالا من محمد ابن عمة طليقتي يطلب مني الحضور لحدود سوريا عن طريق لبنان لكي يسلمني ابنتي بعد موافقة أمها وقبل سفري بأسبوعين اتصلت على سفارة المملكة في لبنان وشرحت لهم قصتي وهم لديهم علم مسبق بموضوعي لحضانة ابنتي وحاولوا في السفارة السعودية أن يثنوني عن رحلتي بحجة الأوضاع الأمنية في لبنان ولكنى قررت السفر للبنان وأرسلت للسفارة رسالة وأنا في مطار جدة أبلغتهم فيها أنني قادم للبنان وعند وصولي مطار لبنان استقبلني أحد سائقي السفارة السعودية وأوضحت لهم في السفارة أنني سأستلم ابنتي من قرية تسمى كفير الزيت في وادي بردة بالقرب من حدود لبنان وبعد عدة محاولات مني ومن موظف السفارة أرسلوا معي اثنين من السفارة بسيارة رسمية وحملوا معهم الرشاش وكان ذلك وصلنا بعلبك وهي مدينة شيعية وهناك تم إيقافنا من قبل مجموعة من رجال الأمن وطلبوا منا الهويات وأبرزت لهم جواز السفر وجواز السفر الخاص بابنتي وقام أحد موظفي السفارة المرافق لي وشرح لهؤلاء العسكر قصتي وقال لهم إنني سعودي وحضرت لأخذ ابنتي من حدود سوريا.
حزب الشيطان
ولأنهم من حزب الشيطان كنت فريسة لهم ورجعنا خوفا على أنفسنا خاصة وأننا في الليل وفي ثاني يوم من وصولي للبنان .. في الصباح كان هناك اجتماع أمني في مقر السفارة السعودية بحضور قيادات عسكرية لبنانية وطرحت فكرة من قبل أحد القياديين العسكريين أن يسلم محمد ابن عمة طليقتي الذي معه البنت على حدود لبنان البنت لأحد الجنود في داخل لبنان وتحدثت مع محمد ولكن رفض أن يسلم البنت لأي شخص غيري وذهبت لأخذ ابنتي ومعي جواز سفري وجواز ابنتي الذي صدر بأمر وزير الداخلية محمد بن نايف وتعاطف معي عبدالكريم الموسى من هيئة الإغاثة الإسلامية بالسفارة السعودية وأرسلوا معي مختار والمختار يعني « العمدة» وذهبنا بسيارتين يرافقنا إمام مسجد سني
إطلاق النيران
وصلنا لمنطقة جبلية ترابية تسمى منطقة الطفيل وليس لها طريق من لبنان غير طريق الجبل الوعر او عن طريق سوريا المهم وصلنا لقمة الجبل ويفصلني عن ابنتي عشرات الأمتار وفجأة خرج علينا جيب بداخلة 4 أشخاص مسلحين اتضح أنهم من حزب الله والجيش السوري النظامي وأطلقوا علينا النار تحت أرجلنا من باب التخويف وكنت أنا والمختار وإمام المسجد وطلبوا الهويات « المختار وامام المسجد لبنانيين» وأنا سعودي وتركوا اللبنانيين يذهبون وأنا أخذوني معهم في الجيب وأركبوني في المقعدة الخلفية ووضعوا رأسي تحت المقعدة كي لا أرى شيئا وكنت أدعو وأقرأ القرآن طوال الطريق وأخذوني لوكر خاص بهم وكانت هناك المفاجأة التي لم أكن أتوقعها وهي عندما كنا في قمة الجبل كانت السيارة التي أنا بداخلها التقت بسيارة أخرى وكنت أسمع إطلاق النار وأنا تحت المقعدة مهددا بألا أرفع رأسي وبعد طلقات نارية بين السيارتين وصلنا لموقع الوكر الخاص بالخاطفين فوجئت أن الأشخاص الذين كنت معهم في السيارة غير الأشخاص الذين وصلوني للوكر .
طلب الخاطفون مني فدية 400 ألف دولار وبعد 4 أيام سمحوا لي بالاتصال بشخص واحد فقط لكي أبلغه عن مطالبهم وبالفعل اتصلت بشخص من أقاربي في مكة وهو أبلغ أخي وأسرتي في المدينة المنورة وبعد مرور عشرة أيام من الخطف قالوا قيمة الفدية 400 ألف دولار وقام مجموعة من الزملاء في العمل في الهيئة وبعض الزملاء الآخرين وجمعوا مبلغ 375 الف ريال وبعد 15 يوما من اختطافي تخلت عني السفارة بعد أن عرفوا أن الخاطفين طالبين فدية مقدارها 400 ألف دولار وحتى المبلغ الذي تم جمعه من هيئة الأمر بالمعروف والنهي المنكر بالمدينة المنورة وكذلك من جدة ومن فاعلي الخير ومن شخص لشخص يتناقل المبلغ وفي النهاية المبلغ لم يصل للبنان وبعد هروبي من وكر الخاطفين عرفت أن المبلغ كان لدى شخص يدعى حسن العجمي ووصلت للمدينة المنورة والمبلغ الذي تم جمعه لم يصل حتى هذه اللحظة ولا أعرف مع من المبلغ .
عشة الفراخ
قصة هروبي كانت غريبة حيث صحوت الصباح والخاطفون في سبات عميق من النوم وقمت بحجة أنني أريد الحمام وفسخت « الحذاء » ومشيت باتجاه الجبل وكنت أركض بكل قوة لأكثر من ربع ساعة وأنا في طريقي مريت براع عمرة 12 سنة سألته عن والده قال الحين يأتي واصطحبني لوالدته التي تفهمت وضعي وخافت أن يشاهدني أحد أدخلتني في عش الدجاج حتى حضر رجل البيت بعدها اتصل على شقيق له وحضر لكي يهربني إلى لبنان وهربني في سيارة دينا محملة برسيم ودخلت لبنان وسلمت نفسي للسفارة السعودية التي اسكنتي في فندق وحجزت لي تذكرة للعودة للمملكة.