حذر عدد من المتخصصين في الشأن الديني من استمرارية إقامة بعض الداعيات للمحاضرات النسائية التوعوية والدعوية والإرشادية داخل البيوت السكنية الخاصة أو في بعض المراكز والأسواق النسائية المغلقة وتباينت آراؤهم بين ضرورة منعها وفرض الرقابة عليها.
مؤكدين ل "الرياض" خطورة ممارسة التوعية الدينية الإرشادية دون رقابة على العقيدة الإسلامية الصحيحة لدى النساء الأميات في ظل نساء يروجن للفكر المنحرف أو الغلو.
• تهديد عقائدي
انتقدت الدكتورة سهيلة زين العابدين عضو المجلس التنفيذي في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان إقامة النساء الداعيات للمحاضرات التوعوية والدعوية والإرشادية في البيوت السكنية مؤكدة رفضها لهذه الممارسات مع عدم رغبتها في استمرارية ممارستها بعيدًا - على حد وصفها-عن النور.
وأرجعت سبب ذلك إلى خوفها الشديد من تأثير صاحبات الفكر النسوي المنحرف والغلاة منهن على عقائد النساء ولاسيما الأميات منهن.
وحذرت من النتائج السلبية والعكسية جراء إقامة المحاضرات التوعوية والدعوية والإرشادية بدون تنظيم أو رقابة والتي قد تصل إلى دخول النساء في مذاهب أخرى دون علمهن بذلك.
مؤكدة استهداف النساء الداعيات للمجتمعات النسائية الأمية وشبه الأمية ما يوجب ضرورة منع إقامة المحاضرات بشتى أنواعها ومختلف مسمياتها داخل البيوت مع أهمية الرقابة على ما كان منها في المؤسسات الدعوية العامة.
واشترطت فيمن تقيم المحاضرات أن تكون فقيهة وعالمة ولديها القدرة الجيدة على فهم واستيعاب مفاهيم الدين الصحيح بحيث لا تردد ما يقوله الآخرون في الخطاب الديني السائد دون تدبر أو تفكير بصورة تتنافى مع ما لمسناه في السنة الفعلية الصحيحة وما مارسته المرأة المسلمة في العهد النبوي وعهد الراشدين.
وشددت على أهمية مراجعة الداعيات لقراءتهن للخطاب الديني السائد الذي يسلب المرأة السعودية كثيراً من الحقوق التي تمتعت بها الصحابيات في العصر النبوي.
معللة سبب ذلك بإعمال الخطاب الديني السائد لأحاديث موضوعية وضعيفة ابقي عليها لأنها توافق موروثات ثقافية وفكرية وتتماشى مع أعراف وعادات وتقاليد لا تمت للإسلام بصلة للأسف الشديد.
وطالبت الداعيات إلى ضرورة التعرف على دينهن قبل دعوة النساء نافية في - الوقت نفسه- الحاجة للداعيات في حال أخذن الخطاب الديني السائد كما هو دون تصحيح للمفاهيم الخاطئة.
• منع الخطر بالمنهج والتنسيق
ودعا الداعية الإسلامي الشيخ راشد الجدوع إلى ضرورة مراقبة المحاضرات الدعوية أو الإرشادية في البيوت السكنية مستبعدًا-في الوقت نفسه- خطرها من الناحية الشرعية والعقائدية على النساء.
وطالب المراكز الدعوية بضرورة التنسيق للمحاضرات المقامة حاليًا في البيوت السكنية والمراكز والأسواق النسائية المغلقة مع وضع منهج واضح للمحاضرات منعًا لأي خطر شرعي يمكن أن يحدث وأكد أهمية الاستفادة من النساء اللواتي لهن خبرة طويلة في مجال التوعية والإرشاد الديني في وضع المنهج.
وعن مدى جدوى قيام الداعيات بتسجيل شريط إسلامي عوضًا عن إقامة المحاضرات الدينية في البيوت السكنية أو المراكز والأسواق النسائية المغلقة شدد الجدوع على عدم تأييده لفعل ذلك على المرأة الداعية واصفًا ذلك ب "غير المأمون والخطر" في حال وقع الشريط بيد أشخاص يمكن لهم التلاعب به ومن ثم إيذاء المرأة الداعية.
• تجمعات غير مرغوب فيها
وأكدت الأستاذة خولة القصيبي المديرة التنفيذية للقسم النسائي لمكتب الروضة في الندوة العالمية للشباب الإسلامي رفض المجتمع السعودي المحافظ إقامة محاضرات خاصة للنساء والفتيات في البيوت السكنية سواء كانت توعوية أو دعوية أو إرشادية فليس باستطاعة المرأة أن تدخل إلى بيوت غير معروفه كما أن ليس كل محرم يرضى بذلك وإن تفهم السبب التوعوي أو الديني من وراء ذلك.
ووصفت إقامة المحاضرات التوعوية أو الدعوية أو الإرشادية في البيوت السكنية ب "التجمع غير المرغوب فيه". واستدركت القصيبي لا يوجد مخاطر كبيرة بإذن الله لكن فائدة هذه المحاضرات محصورة على عدد محدود.
وحول استمرارية إقامة هذه المحاضرات في البيوت السكنية شددت القصيبي على أهمية حصر إقامتها على المؤسسات الدعوية والقاعات الثقافية والمراكز الاستشارية والاجتماعية مرجعة سبب ذلك إلى أهمية استهداف فئات مختلفة وكبيرة من النساء والفتيات مع ضرورة استبدال الأساليب القديمة بالأساليب الحديثة بهدف إقبال جميع الفئات العمرية.
واستدركت لا بأس من إقامة المحاضرات عند الحاجة في الأسواق والمراكز النسائية المغلقة وإن كانت غير مهيأة لذلك.
وحاولت "الرياض" التواصل مع وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد توفيق السديري إلا أنه تعذر التواصل معه على الرغم المحاولات المتكررة في الاتصال وإرسال رسائل جوال من دون جدوى.