أعلنت جماعة الإخوان المسلمين الأربعاء رفضها المشاركة في الحكومة الانتقالية المصرية التي من المتوقع أن يبدأ رئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي تشكيلها ابتداء من اليوم.
حيث جاء على لسان طارق المرسي، المتحدث باسم الجماعة: "نحن لا نتعامل مع انقلابيين ونرفض كل ما يصدر عن هذا الانقلاب العسكري" وذلك بخصوص العرض الذي طرحه قبل ساعات رئيس الوزراء المصري المكلف حازم الببلاوي بعد أسبوع من عزل الرئيس محمد مرسي.
من جانبه، وفي تصريح حصري لفرانس 24 صباح اليوم الأربعاء، أضاف محمد سوداني، وهو المتحدث باسم الإخوان المسلمين في القاهرة: "نحن منذ البداية معترضون على كل ما يحدث، فكيف يمكن لنا أن نشارك في هذه "الجريمة"، لأننا نعتبرها "جريمة"".
وفي سؤال حول إمكانية تجاوز الإخوان الخلافات من أجل بناء مصر جديدة، أجاب ذات المتحدث: "كيف تسال دماء المصريين كل يوم على أيدي هؤلاء الجزارين ثم نضع أيدينا معهم. هذا شيء غير مقبول".
مضيفا: "نحن عدنا إلى الدولة البوليسية مرة أخرى. لقد تركنا دولة القانون واحترام القوانين وعدنا بمصر إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير أو ربما أسوء مما كانت عليه قبل هذه الثورة".
وفي السياق نفسه، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي أن واشنطن تدعم تحول مصر نحو الديمقراطية وتود رؤية حكومة تشمل جميع الأطراف.
وقالت: "أبلغنا القيادات في مصر أننا نود أن نرى حكومة تشمل جميع الأطراف وتعبر عن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعمل على تحقيق اتفاق جماعي، وهذا جزء من العملية الانتقالية".
وواصلت: "بالتأكيد نحن ندعم تحول مصر نحو الديمقراطية ونعلم أن ذلك سيستغرق وقتا طويلا. ونحن نؤيد الجهود الرامية إلى الاستمرار في القيام بذلك".
وإلى ذلك، صرح عادل قسطل موفد فرانس 24 إلى القاهرة أن رفض مشاركة الإخوان في الحكومة الانتقالية يأتي في وقت صعب جدا ويتزامن مع رفض حركة "تمرد" وجبهة الإنقاذ المعارضتين الإعلان الدستوري في مصر بينما تتصاعد حدة الهجمات ضد رجال الأمن في سيناء.
من ناحيتها قالت الجبهة في بيان: "إن جبهة الإنقاذ الوطني تعلن رفضها للإعلان الدستوري" الذي يمنح صلاحيات واسعة للرئيس الانتقالي.
وأشار محمود بدر، المتحدث باسم حركة "تمرد" التي أطلقت الدعوة إلى تظاهرات 30 حزيران/يونيو الماضية إن الحركة طلبت إدخال تعديلات على الإعلان الدستوري.
من جهته، أضاف عصام العريان، مسؤول المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، على صفحة فيس بوك إن الإعلان الذي أصدره انقلابيون سيعيد البلد إلى نقطة البداية.
تسارعت وتيرة التطورات السياسية في مصر حيث كلف الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أمس الثلاثاء الخبير في الشؤون الاقتصادية ووزير الاقتصاد المصري السابق حازم الببلاوي بتشكيل حكومة انتقالية جديدة، فيما عين المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي نائبا لرئيس الجمهورية مكلفا بالعلاقات الخارجية.
أمنيا، قتل ليل الثلاثاء الأربعاء شخصان في هجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة تفتيش أمنية في سيناء، فيما وقع هجوم آخر بالقرب من مدينة رفح على الحدود الشمالية لسيناء حيث قصف مسلحون قاعدة للشرطة بقنابل الهاون.
من جهته، أكد الجيش المصري أن جميع القوى السياسية المتواجدة في مصر مدعوة للمشاركة في المسار الانتقالي، محذرا من أنه "لا مجال للمناورة" أو "تعطيل هذا المسار" المرفوض من قبل إخوان مصر.
