نفت وزارة الخارجية الباكستانية، الاثنين، تقارير أوردتها بعض وسائل الإعلام بشأن انضمام مئات من مقاتلي حركة طالبان إلى صفوف المعارضة السورية المسلحة، بغية المشاركة في النزاع الدائر في البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة، إعزاز تشودري، في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية" إن هذه التقارير "مغلوطة وعارية عن الصحة"، مؤكدا عدم مغادرة أي باكستاني البلاد للقتال في سوريا.
وكانت وكالات أنباء ووسائل إعلام نقلت عن عدد من مسؤولي الحركة قولهم إن مجموعة من مقاتليها وصلت إلى سوريا لإقامة معسكرات تهدف إلى تقييم "متطلبات الجهاد" ضد الحكومة السورية.
وترتبط باكستان بحدود جغرافية مع أفغانستان غربا، وهي حسب المحللين أقرب نقطة جغرافية تتيح للمقاتلين عبورها للوصول إلى إيران ثم العراق قبل الانتقال إلى الأراضي السورية.
من جهته، لم يستبعد الخبير بشؤون الإرهاب، عاصم خان، أن يعبر مقاتلون من الحركة حدود هذه الدول لتقديم الدعم لجماعات في سوريا تقاسم طالبان باكستان نفس الإيديولوجيات الدينية.
وقال خان لـ"سكاي نيوز عربية" :"طبيعة الحرب في سوريا تدفع جماعات متطرفة للانضمام إليها، لأن الفكر الجهادي لا يؤمن بالحدود الجغرافية، لذا يجب التركيز على إيجاد أجوبة تتعلق بالجهات التي تمول مثل هذه المنظمات وماهي الأهداف التي تنوي تحقيقها".
في المقابل، رفضت قيادات من حركة طالبان، التي تشهد انقسامات داخلية بعد إقالة المتحدث الإعلامي باسمها إحسان الله إحسان في يونيو الماضي، التعليق على هذه التقارير.
وكانت رويترز نسبت تصريحات إلى عدد من قيادي الحركة دون الكشف عن هوياتهم يؤكدون فيها أن مئات المقاتلين غادروا إلى سوريا للقتال إلى جانب مقاتلي المعارضة في استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الصلات مع القيادة المركزية لتنظيم القاعدة.
وحسب الوكالة، قال قيادي في الحركة إن قرار إرسال مقاتلين إلى سوريا جاء بناء على طلب من "الأصدقاء العرب"، بينما كشف قيادي آخر أن طالبان ستصدر قريبا تسجيلات فيديو لما وصفه بأنها انتصاراتهم في سوريا.
يشار إلى أن حركة طالبان الباكستانية تأسست عام 2007 وأعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، وهي تضم مجموعات مسلحة تتخذ معاقل لها في المناطق الشمالية الغربية من باكستان وعلى طول الحدود مع أفغانستان.