من قال أن اللسان وسيلة للتعبير عن المشاعر من خلال القدرة على التحدث ولفظ الكلمات ؟ لقد أثبت الشمبانزي برِنت أنه بالإمكان استخدام اللسان لهذا الهدف، ليس كأداة مساعدة في إصدار الأصوات التي تبدو في أغلب الأحيان بدون معنى، بل كريشة للرسم، شريطة أن يتمتع صاحب هذه الريشة بملَكة وحس عاليين.
فقد سجل الشمبانزي برِنت اسمه كواحد من أهم القرود في عالم الفن الذين نجحوا بالكشف عن مواهبهم وترجمتها إلى لوحات حظيت باهتمام بني البشر، حتى أنه حاز على تقدير يحسده عليه الكثير من الرسامين المغمورين، وذلك بمنحه جائزة قدرها 10 آلاف دولار تقديرا لإبداعاته.
لم يكن تقدير فن الشمبانزي نتاج تقييم اعتباطي، بل جاء تتويجا لدراسة خضعت لها لوحات رُسمت بريشة أكثر من قرد فنان، في إطار مسابقة تحمل عنوان "المجتمع الإنساني في إبداعات الشمبانزي"، حيث احتلت إحدى لوحات بِرنت المركز الأول، بناء على نتائج تصويت شعبي.
بالطبع لم يكن بِرنت وحده الشمبانزي الموهوب، الذي صنفت أعماله ضمن المدرسة الطليعية، بين نظرائه في المسابقة. وتقديرا لما قدمه غيره من القرود للبشرية من روائع تم منح كل مشارك منها 500 دولار.
يبلغ بِرنت من العمر 37 عاما ويعيش بصحبة العديد من القرود والشمبانزي في حديقة Chimp Haven الواقعة بولاية لويزيانا الأمريكية.
حتى وقت قريب كان نشاط الحديقة يقتصر على البحوث العلمية، بالإضافة إلى أنها أحد مراكز الترفيه. لكنها توقفت عن ممارسة العمل في هذا الحقل، مما وفر فرصة للشمبانزي كي يعبر عمّا يدور بداخله من أحاسيس ومشاعر ويعكسها بواسطة الألوان على الورق .. ولينطلق بها إلى العالم أجمع.