وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نداء شخصيا مباشرا الى الشعب الامريكي بخصوص سوريا.
وحذر بوتين في صفحة الرأي بصحيفة النيويورك تايمز من ان اي ضربة عسكرية امريكية ضد سوريا ستسفر عن موجة جديدة من الارهاب وستفقد نظام القانون الدولي توازنه.
واضاف ان كثيرين في العالم يرون الولايات المتحدة ليس كنموذج للديمقراطية وانما رمزا للقوة الغاشمة.
وحذر من ان شن ضربة ضد سوريا دون تخويل من الامم المتحدة من شأنه تقويض المنظمة الدولية، واضاف "لا احد يريد للامم المتحدة ان تلقى نفس المصير الذي آلت اليه عصبة الامم التي انهارت لافتقارها الى اي نفوذ حقيقي. ولكن الامم المتحدة قد تنهار اذا اصرت دول قوية على تجاوزها واللجوء للحلول العسكرية دون تخويل من مجلس الأمن."
وكرر الرئيس الروسي الموقف الذي تصر عليه حكومته والحكومة السورية من ان الهجوم الكيمياوي الذي وقع في غوطة دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، وهو الهجوم الذي تحمل الولايات المتحدة مسؤوليته للحكومة السورية، كان من المرجح من تنفيذ المعارضة السورية المسلحة لأجل التحريض على التدخل الاجنبي.
وقال بوتين في مقاله "علينا الكف عن استخدام لغة القوة" في اشارة الى التهديد الامريكي بتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا.
وقال "إن الضربة العسكرية التي قد توجهها الولايات المتحدة الى سوريا، رغم المعارضة القوية من جانب العديد من الدول ومن قبل شخصيات سياسية ودينية بارزة بمن فيهم البابا، ستتسبب في سقوط المزيد من الضحايا وفي المزيد من التصعيد وقد تؤدي الى انتشار الحرب الى خارج حدود سوريا."
واضاف "ان من شأن هكذا ضربة زيادة العنف والتسبب في موجة جديدة من الارهاب."
وقال "وقد تقوض الجهود متعددة الاطراف الهادفة لحل مشكلة الملف النووي الايراني والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي، وتتسبب في زعزعة استقرار منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بل قد تفقد نظام القانون الدولي توازنه."
وقال بوتين إنه من المرعب ان الولايات المتحدة اصبحت تستسهل التدخل العسكري في شؤون الدول الاخرى، وان هذا الامر اضحى "طبيعيا" بالنسبة لواشنطن.
وتساءل "هل هذا في مصلحة الولايات المتحدة على المدى البعيد؟ اشك في ذلك. فالملايين من سكان العالم اصبحوا يرون الولايات المتحدة ليس كنموذج للديمقراطية وانما رمزا للقوة الغاشمة."
كما رفض بوتين الادعاءات التي يسوقها الرئيس الامريكي باراك اوباما عن "استثنائية الولايات المتحدة"، وقال "إنه من الخطير جدا تشجيع الناس على اعتبار انفسهم استثنائيين."