يدرس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات منع استخدام برامج «واتس أب» و«فايبر» للمحادثات المجانية بسبب «مخاوف أمنية»، بحسب ما قاله وزير الاتصالات عاطف حلمى للشروق، مشيرا إلى أن الجهاز لم يحسم بعد موقفه النهائى بشأن البرامج التى تحظى بعدد مشتركين كبير، ويتم استخدامها عبر أجهزة المحمول الذكية.
وينتظر الجهاز نتائج أعمال اللجنة الفنية التى قام بتشكيلها مؤخرًا بعد ازدياد المخاوف من انتشار استخدام هذه البرامج، وتأثيرها على «الامن القومى»، بحسب وزير الاتصالات، الذى أشار أيضا إلى أن الوزارة تدرس أسلوب عمل تلك البرامج لبحث مدى قانونيتها وإصدار قرار بشأنها.
وبحسب مسئول فى الجهاز، طلب عدم نشر اسمه، «من المرجح جدًا إصدار أمر بحظر استخدام هذه البرامج، كما فعلت المملكة العربية السعودية من قبل»، مضيفا «بحسب القانون المصرى، يتعين على كل المكالمات الدولية المرور بالشبكة المصرية للاتصالات التى تملك بوابة لمرور المكالمات الدولية، وهو ما يجعل المنع قانونيًّا، إلا أن تنفيذه هو الصعب بسبب تعدد هذه التطبيقات وانتشارها».
الا ان توجه العديد من الحكومات لغلق تطبيقات المحادثة المجانية على الهواتف الذكية، له سبب آخر وهو انها اصبحت تهدد التدفق المالى وعوائد شركات الاتصالات، فى انحاء العالم، وهو ما دفع الحكومات لحماية استثمارات شركات المحمول التى باتت مهددة بسبب هذه البرامج المجانية، بحسب ما ذكره خبير الاتصالات حمدى الليثى المسئول التنفيذى السابق بإحدى شركات المحمول، مشيرا الى صعوبة حجب هذه البرامج، موضحا أن «17% من عوائد الشركات تعتمد على خدمات الدولى والتجوال، وهذه البرامج تسببت فى خسائر كبيرة من حجم هذه الايرادات».
«المراقبة الأمنية، والتنسيق مع شركات المحمول هو الحل» اضاف الليثى الذى أشار إلى ان مشكلة هذه البرامج مع الحكومات هو عدم القدرة على مراقبتها والسيطرة عليها. مؤكدا أن «المشكلة ليست فى خطورة هذه البرامج على الامن القومى الذى لا يوجد له تعريف محدد فى قانون الاتصالات والذى لم يتم اقرار تعديله حتى الآن، التعريف فى القانون فضفاض ويسمح بجميع الانتهاكات، لذلك فإنه لابد من تحديد ما هو الامن القومى اولا حتى تتم معرفة مااذا كانت هذه البرامج تشكل تهديدا ام لا».
وقد ظهر تطبيق «واتس أب» لأول مرة فى العالم عام 2009، الا أنه سرعان ما تحول الى أحد أهم تطبيقات المحادثة المجانية الى جانب برامج مثل «فايبر» و«تانجو» و«سكايب» والعديد من التطبيقات الأخرى المشابهة.
وتشير احصاءات حديثة الى وصول تطبيق الدردشة الشهير على الأجهزة المحمولة « إلى رقم قياسى» بعد ان تجاوز عدد مستخدميه النشطين حول العالم حاجز الـ 250 مليونا، بينما تمتلك خدمة «سكايب» المملوكة لشركة مايكروسوفت نحو 280 مليونا.
وقامت عدة دول مؤخرا منها السعودية بحجب برنامج فايبر لمخالفته اللوائح المنظمة للاتصالات فى المملكة فى حين برر المتخصصون ذلك بأن السلطات السعودية لم تستطع التوصل إلى آلية عمل البرنامج بعد اتصالات مع الشركة المنتجة للتطبيق وبالتالى أخفقت فى مراقبة مستخدميه وتتبعهم.