اكتشاف نمط هندسي دائري يدعو للدهشة في قعر البحر بالقرب من سواحل اليابان، تم بثه في حلقة تلفزيونية بعنوان “اكتشاف القرن: دائرة غامضة في أعماق البحر”.
بدأت الحكاية حين حصل المصور الياباني يوجي “Yoji Ookata” على رخصة الغوص وعمره 21 عاماً، ومنذ ذلك الحين أمضى 50 عاماً في استكشاف أعماق المياه قبالة سواحل اليابان وتوثيقها.
وفي وقتٍ ما من العام الماضي وبينما كان يغوص في الطرف الجنوبي من اليابان صادف نمطاً هندسياً برسومات دائرية نحتت في الرمال بقطر يقارب الـ 6.5 قدم على عمق 80 قدم، ويتألف الشكل من تلال متعددة البروز بشكلٍ متناظر، ويبدو كما لو أنه عملاً لفنان يعمل تحت الماء.
هرع من فوره عائداً ومعه زملائه وطاقماً تلفزيونياً من برنامج الطبيعة “NHK” لتوثيق ما أطلق عليه اسم “دائرة الغموض”، والغريب في الأمر أن أحداً لم ير شيئاً مشابهاً من قبل.
نصب الطاقم التلفزيوني كاميرات المراقبة تحت الماء، ورصدوا الموقع أملاً في معرفة الفاعل.
[youtube]http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=WIbdnx7Q-JU[/youtube]
وكم كانت المفاجأة حين اكتشفوا الفنان الذي يقف خلف تلك الأعمال الهندسية الغريبة، ففي غمر دهشتهم وجدوا أن سمكة البخاخ الصغيرة التي لا يتجاوز طولها بضع بوصات تسبح بلا كللٍ ليل نهار لتشكيل تلك المنحوتات العضوية، وكل ذلك باستخدام خفقان زعنفة واحدة فقط.
من خلال المتابعة والرصد الدقيق وجد الفريق أن الدوائر تخدم العديد من الوظائف الإيكولوجية، من أهمها جذب الرفقاء، وعلى ما يبدو أن إناث الأسماك تنجذب إلى التلال والوديان في الرمال وتجتازها بعناية لاكتشاف ذكور الأسماك، وفي نهاية المطاف يوضع البيض في مركز الدائرة، حيث تعمل الأخاديد والتلال كحاجز طبيعي لتيارات المحيط، وكلما زادت التلال في المنحوتة الفنية كلما زاد احتمال الاقتران بالأسماك.
في الفيديو التالي نشاهد كيف يبني الذكر اللوحة الفنية لعش الزوجية، لاحظوا في الدقيقة 01:20 كيف يحمل الفنان الصغير صدفة في فمه ويضعها على التلال، يعتقد العلماء أن الصدفة ممتلئة بالمواد الغذائية الحيوية كتجهيزٍ من الأب لغذاء صغاره:
[youtube]http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=kj-K_pFoaDo[/youtube]
الرائع في الأمر أن منحوتات الأسماك تلعب دوراً آخر، فمن خلال التجارب في المختبر ظهر للعلماء أن الأخاديد والتلال تساعد على تحييد التيارات مما يحمي البيض من التحرك في المكان وعدم تعرضها للحيوانات المفترسة.
ما زال الكون يدهشنا بروائعه، فوفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي فإن ما قد تم استكشافه في أعماق المحيطات أقل من 5%، وهذا يعني أن 95٪ من الأعماق لم تره عين بشر.