نشر ناشط حقوقي تونسي الأربعاء، وثيقة أمنية مسربة من وزارة الداخلية التونسية، تفيد بأن قائد المجلس العسكري لمدينة طرابلس عبد الحكيم بلحاج، متورط في تدبير "أعمال إرهابية" في تونس.
وكشف الناشط طيب العقيلي خلال مؤتمر صحفي، عن نسخة من هذه الوثيقة التي أرسلتها الإدارة العامة للأمن العمومي بوزارة الداخلية في يناير 2013 إلى رؤساء مديريات الأمن في مختلف ولايات البلاد.
وقالت الإدارة العامة للأمن العمومي في الوثيقة الجديدة أن عبد الحكيم بلحاج "يرتبط بعلاقة بأحد التنظيمات الإرهابية"، وأنه دخل إلى تونس سرا مع مواطنه سالم الواعر ومجموعة من ثوار مدينة الزنتان الليبية وبعض المهربين التونسيين والليبيين لتنفيذ أعمال "إرهابية".
ولم تسم الإدارة التنظيم "الإرهابي" الذي يرتبط به بلحاج، بينما رجح مراقبون أن يكون هذا التنظيم جماعة "أنصار الشريعة بتونس" التي صنفتها السلطات التونسية "تنظيما إرهابيا".
وأصدرت السلطات في تونس بطاقة جلب دولية بحق مؤسس هذه الجماعة، سيف الله بن حسين، الذي ترجح وزارة الداخلية أن يكون هرب إلى ليبيا.
وتتهم السلطات "أنصار الشريعة" باغتيال المعارضين اليساري، شكري بلعيد، في 6 فبراير 2013، والقومي الناصري محمد البراهمي.
كما تتهمها بقتل جنود وعناصر من قوات الأمن في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر، وبإدخال أسلحة إلى تونس تحضيرا للاستيلاء على الحكم بالقوة وإقامة "إمارة إسلامية".
وأضافت الإدارة العامة للأمن العمومي في الوثيقة المسربة، أن بلحاج ومن معه دخلوا تونس "بدعوى العلاج بإحدى المصحات الخاصة بالعاصمة (تونس)، والحال أنهم يعتزمون التخفي داخل هذه المصحات والتواصل مع عديد التونسيين قصد التحضير للقيام بأعمال إرهابية".
وقال طيب العقيلي إن رئيس الحكومة السابق الأمين العام الحالي لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة، حمادي الجبالي، وعلي العريض وزير الداخلية السابق ورئيس الحكومة الحالي، زارا عبد الحكيم بلحاج في المصحة.
ونشر العقيلي صورة للجبالي يعود بلحاج في المصحة.
وقالت الإدارة إن عبد الحكيم بلحاج "تلقى دعما ومساندة من التونسي مصباح البشيري أصيل (منطقة) بن قردان (التونسية الحدودية مع ليبيا) الذي يساعده على الدخول والخروج إلى بلادنا عبر الشريط الحدودي".
وقال طيب العقيلي إن مصباح البشيري "مدرب رياضة الكاراتيه ومعروف كأحد كبار المهربين" في بن قردان، وإنه "ارتمى بعد الثورة في أحضان حركة النهضة ليحافظ على نفوذه بالجهة".
وسبق للعقيلي أن نشر في سبتمبر الماضي، وثيقة أمنية مسربة حذرت فيها المخابرات المركزية الأميركية "سي.آي.أيه" وزارة الداخلية التونسية في 12 يوليو 2013 من اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي الذي اغتيل بالرصاص يوم 25 يوليو 2013.
وأقر وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو بصحة هذه الوثيقة، ودفع بأن القيادات الأمنية في وزارته لم تعلمه بها إلا بعد اغتيال البراهمي.