شرع جهاز الدفاع المدني في إطلاق تحذيراته لمنشآت إسكان الحجاج، بعدم إجراء أي تعديلات تطال اشتراطات السلامة بتلك المنشآت، وأرفق تحذيراته بالتلويح بعقوبات مشددة تطبق على مخالفي متطلبات السلامة كافة.
وأكد الفريق سعد بن عبد الله التويجري، مدير عام الدفاع المدني، قيام الجهاز بتكثيف دوريات السلامة وفرق الكشف الوقائي في رصد بعض المخالفات لاشتراطات السلامة، خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكدا أنه تم التعامل معها من قبل فرق الإشراف الوقائي وإزالتها وإيقاع العقوبات بحق المخالفين.
وشدد التويجري على أن استحداث أي مخالفات لاشتراطات ومتطلبات السلامة خلال حج هذا العام سيطبق بحقه إجراءات حاسمة متى ثبت تورط تلك المنشأة في مخالفة لائحة إسكان الحجاج. ولفت الفريق التويجري إلى مخاطر استغلال بعض المباني غير المصرح لها بإسكان الحجاج أو المباني والمنشآت التي رفض التصريح لها بذلك لنقص متطلبات السلامة فيها، مؤكدا أن جميع هذه المباني مرصودة وتجري متابعتها على مدار الساعة من قبل دوريات السلامة، وفي حال استغلالها في إسكان الحجيج فسوف يتم تطبيق الإجراءات النظامية بحق أصحابها، وفقا للعقوبات المقررة ودرجة خطورة المخالفة.
وشدد مدير عام الدفاع المدني على أن رجال الدفاع المدني لديهم كل الصلاحيات لإزالة أي مخالفات في منشآت إسكان الحجاج ومخيمات الحجيج بالمشاعر المقدسة فور رصدها، بالتنسيق مع الجهات المعنية بأمن وسلامة ضيوف الرحمن، داعيا الحجاج للإبلاغ عن أي مخالفات في هذا الشأن، عبر تطبيق الدفاع المدني على الهواتف الذكية أو عبر الاتصال المباشر بعمليات الدفاع المدني على الرقم «998».
وقال التويجري «يجب أن يدرك كل من يتهاون في وسائل السلامة في مقار الحجاج أن هذا العمل لن يمر مرور الكرام، بل سنتعامل معه بكل حزم لأن سلامة الحجاج خط أحمر»، مطالبا جميع مؤسسات الحج والطوافة بالالتزام بتعليمات الدفاع المدني بشأن متطلبات السلامة وعدم استحداث أي أعمال إنشائية أو ديكورات أو كماليات تخالف هذه الاشتراطات، أو إشغال لممرات ومخارج الطوارئ أو تعطيل منافذ شبكات الإطفاء بين المخيمات.
وأكد التويجري أنه لن يُسمح بأن تتسبب هذه الكماليات التي تقوم بها بعض مؤسسات الحج في تهديد سلامة الحجاج أثناء وجودهم بالمشاعر، مؤكدا ضرورة الالتزام بقرار حظر استخدام أو إدخال الغاز المسال للمشاعر، وعدم التورط في مخالفته أثناء نصب وتجهيز المخيمات أو خلال وجود الحجاج بها.
ولفت التويجري إلى أن العقوبات المقررة لهذا النوع من المخالفات لا تقتصر فقط على الغرامة المالية ومصادرة مواقد الغاز، بل تصل إلى الحبس في حال الإصرار عليها أو مقاومة رجال الدفاع المدني المكلفين بتنفيذ القرار.
وفي سياق متصل، استطاعت المديرية العامة للدفاع المدني ربط عدد كبير من المنشآت الحكومية الحيوية، ومنشآت خدمة الحجيج آليا بعمليات الدفاع المدني عبر نظام الاستشعار عن بعد «W.N.S»، الذي يحقق رصد المخاطر والحوادث كافة، التي قد تقع في هذه المنشآت الحيوية لا سيما في المنطقة المركزية في محيط المسجد الحرام، بهدف الوصول لأعلى معدلات سرعة الاستجابة في التعامل معها واختصار زمن البلاغات عن الحوادث إلى ما لا يزيد على ست ثوان.
ويقوم النظام بالربط الإلكتروني للمنشآت الحيوية بعمليات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، الذي تم تنفيذ المراحل الأولى منه وتشغيلها تجريبيا خلال العامين الماضيين في أكثر من 100 منشأة تابعة لجهات حكومية وخدمية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ويضم النظام شبكة متقدمة للإنذار المبكر عن الحوادث، تعتمد في الأساس على السرعة الفائقة في نقل المعلومات آليا عبر شبكة «UHF» بواسطة تقنية «RDI»، في محيط دائرة يصل طول قطرها إلى ما يزيد على 50 كيلومترا، وإرسال إشارة فورية بذلك إلى الغرف ومراكز عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، حيث تتولى بدورها توجيه الوحدات والفرق الميدانية إلى الموقع الذي وردت منه إشارة الإنذار.
وتكمن أهمية النظام في فاعليته في حال تعرض خطوط الاتصالات الهاتفية لأي أضرار تحد من استخدامها في الإبلاغ عن الحوادث، التي تقع في المنشآت الحيوية، ولا يتطلب الأمر من الأساس إجراء أي اتصال للإبلاغ عن الحوادث، حيث تصل الإشارات عنها لاسلكيا إلى غرف ومراكز العمليات، في صورة نقطية مضيئة تصاحبها إشارات صوتية، ليبدأ رجل العمليات في إجراءات التأكد من صحة الإشارة أو البلاغ الآلي وتوجيه الوحدات الميدانية إلى الموقع بعد التحديد الدقيق لمكان الخطر الذي تسبب في انطلاق الإشارة داخل المنشأة.
