close menu

«الشرقية»: نساء «يطبّعن» قيادة السيارة... وإمام جامع يدعو إلى «التعاون» معهن

«الشرقية»: نساء «يطبّعن» قيادة السيارة... وإمام جامع يدعو إلى «التعاون» معهن
المصدر:
الحياة

أكد عدد من النساء اللاتي اعتدن قيادة السيارة في شوارع مدن سعودية، اعتزامهن ممارسة هذا «الحق»، حتى بعد أن وضعت حملة «26 أكتوبر» لقيادة المرأة السيارة، أوزارها، وذلك بهدف «تطبيع المسؤول والمجتمع مع قيادة المرأة، كي يتقبلوه كواقع، ويصدر قرار رسمي بذلك»، وهو ما عده مراقبون «تصرفاً سليماً».

وعلى رغم «الضجيج» الذي أحيط بهذا الملف، إلا أن شبكات التواصل الاجتماعي، لا زالت تشهد بين يوم وآخر، بث مقاطع فيديو لنساء يقدن سياراتهن في شوارع رئيسة لمدن سعودية عدة، من دون أن يتسبب ذلك لهن في أي «ضرر»، وهو الأمر الذي عدّه البعض من ضمن «مكتسبات» الحملة التي استطاعت أن «تروّض الممانعة في شكل كبير».

وتقطن أم أحمد، وسارة السويد، وهما سيدتان في العقد الرابع من العمر، أحد أحياء جنوب الدمام. وتقودان مركبتيهما منذ نهاية العام 2012 وحتى الآن، بعلم وملاحظة سكان الحي، وفي مقدمتهم إمام جامع الحي، الذي أشار لهما عرضاً في كلمة ألقاها بعد إحدى الصلوات.

وتتناوب هاتان السيدتان صباحاً توصيل أولادهما إلى المدارس القريبة من منزليهما، وقد تضطران في بعض الحالات إلى الذهاب إلى إحدى الأسواق، من أجل التسوق، والعودة إلى المنزل، على أن يتم جلب الأطفال مرة أخرى، عبر السيارة ذاتها التي تتقاسمان قيادتها.

ولم تنكر أم أحمد، في حديثها مع «الحياة»، أن هناك حالاً من «الدهشة» كانت تقابلها في الأيام الأولى من قبل بعض المارة، «ولكن ذلك تلاشى لاحقاً، وأصبح المشهد مؤلفاً»، مشيرة إلى أنهما يقمن بقيادة السيارة في «نطاق الحي، لقضاء حوائجنا، عوضاً عن القصص المأساوية التي كانت تجري مع السائقين، وفي مقدمتها التحرش بالأطفال».

وأضافت أن ذلك «لا يمنع إذا لزم الأمر أن نخرج خارج الحي»، موضحة أن حالات خروجهن كانت «نادرة».

وتشيد السويد من جهتها، بتفهم زوجها، وزوج صديقتها أم أحمد، لممارسة حقهن في قيادة السيارة، «إذ إنهما يخرجان إلى أعمالهما بعد صلاة الفجر مباشرة، لذا يلزم أن يكون هناك من يقوم بمهمة توصيل الأولاد إلى المدارس»، موضحة أنها «تعلمت قيادة السيارة في الرحلات البرية المشتركة التي كانت تجري بين الأسرتين.
وهناك رغبة في الحصول على رخصة قيادة قريبة من إحدى الدول المجاورة».

وأشارت سارة، إلى أن قيادة المرأة السيارة «لم تعد شأناً اجتماعياً؛ نظراً لكون المجتمع متفاوتاً في تقبل كل شيء، وليس هذا الأمر فقط»، منوهة إلى أن أفراد أسرتها نقلوا لها ما ذكره إمام مسجد الحي الذي يقطنون فيه، إذ أشار لهما في كلمة ألقاها بعد الصلاة، «وتحدث عن دور المرأة المسلمة، وذكر قصة امرأتين، آثرن عدم تعريض أولادهن إلى المخاطر، فخرجن بحشمتهن لقضاء حوائجهن، في ظل غياب أزواجهن».

وطالب سكان الحي بضرورة «التعاون معنا»، مضيفة «سنستمر في تأدية دورنا حتى يقتنع المسؤول، ويصدر قراره بعد أن يرى الأمر، وقد تحول إلى واقع وليس مجرد ترف، كما يقال».

بدوره، اعتبر طالب الدراسات العليا عبدالإله السعد، فكرة تطبيع قيادة المرأة «تصرفاً سليماً»، منوهاً إلى أن هذا الأمر «سيجعل المسؤول مع مرور الوقت أمام منظر طبيعي، يستوجب منه السماح به»، مضيفاً أن «الفضاء المفتوح هو الكفيل بمناقشة القضايا المجتمعية، أما القرارات؛ فهي شأن نظامي بحت».

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات