اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، إسرائيل بالوقوف وراء التفجيرين الداميين أمام سفارة الجمهورية الإسلامية في بيروت واللذين قُتل فيهما أكثر من 22 شخصاً بينهم أحد الدبلوماسيين الإيرانيين.
واعتبرت الخارجية الإيرانية أن "عملاء مأجورين لإسرائيل وراء العمل الإرهابي في بيروت".
وقالت المتحدثة مرضية أفخم في تصريحات نقلتها وكالة "إيرنا" الرسمية للأنباء، إن التفجيرين "جريمة نكراء تبيّن حقد الصهاينة وعملائهم".
ومن جهته، أكد السفير الإيراني في بيروت، غضنفر ركن أبادي، أن الانفجارين استهدفا بالفعل السفارة الإيرانية هناك، إلا أنه أكد أن هذا لن يثني طهران عن المضيّ في نهجها السياسي.
وعلّق ركن أبادي على الأنباء عن مقتل المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية إبراهيم الأنصاري في الانفجار مؤكداً أن الإيرانيين لا يخشون "تقديم الشهداء"، وأضاف: "كل الدبلوماسيين الإيرانيين الذين يعملون في لبنان وفي هذه المنطقة إجمالاً يؤكدون أن الاستشهاد في هذا الطريق فخر لهم.. في طريق إقامة القيم وإحياء القيم الإلهية والإنسانية".
وأكد السفير أن هذا الاستهداف لن يؤثر "قيد أنملة في مبادئنا ومواقفنا وأعمالنا"، مضيفاً أنه "من اليوم وصاعداً أصبح لدينا حافز أقوى بكثير للسير على نهجنا".
وتابع قائلاً: "هناك 75 مليون إيراني في إيران يطلبون ليلاً نهاراً الحضور إلى جبهات مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. نحن فخورون بأن نكون في الخط الأمامي لهذه الجبهة في مواجهة المشاريع الإسرائيلية وعملائها".
أما بالنسبة للموقف الإيراني من سوريا، فأكد ركن أبادي: "إننا أصحاب مبدأ ولسنا أصحاب مصالح"، موضحاً أن طهراًن تدعم ما تطلبه الشعوب في كافة أنحاء العالم.
وفي سياق آخر، كشف ركن أبادي أن مسؤولي السفارة بدأوا بتحليل الصور والفيديوهات التي سجلتها كاميرات المراقبة بمحيط السفارة ودراسة تفاصيلها، مؤكداً أنه عند الوصول الى نتيجة ما سيتم إعلانها للعلن.
وكان مسؤولون لبنانيون قالوا إن تصويراً التقطته كاميرات أمنية أظهر رجلاً يندفع باتجاه السور الخارجي للسفارة الإيرانية في بيروت قبل أن يفجر نفسه. وأضاف المسؤولون الذين شاهدوا التصوير أن الانفجار الثاني نجم عن سيارة ملغومة كانت متوقفة على مقربة من السفارة.
ومن جهته، قال رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، في بيان صادر، إن "هذا الانفجار الإرهابي مُدان بكل المعايير السياسية والأخلاقية والإنسانية، ويجب أن يشكل دافعاً جديداً لإبعاد لبنان عن الحرائق المحيطة، وتجنيب اللبنانيين بكل فئاتهم ومناطقهم مخاطر التورط العسكري في المأساة السورية".
كما دانت دمشق "بشدة العمل الإرهابي الذي وقع صباح اليوم في بيروت قرب السفارة الإيرانية".