أكد المحامي سلطان العنزي أنه يحق لولي الطفلة «وهب»، التي توفيت بسبب الخوف من صوت جرس الإنذار أثناء عملية إخلاء افتراضية في المدرسة السابعة للبنات في تبوك، المطالبة بتعويض من إدارة التربية والتعليم، كونها المتسببة بالضرر؛ حيث إن التقارير الطبية تفيد أن الوفاة كانت نتيجة أزمة قلبية، أو سكتة قلبية، بسبب الهلع والخوف الذي أصاب الطفلة من صوت جرس الإنذار.
وعلى ذلك، فإن قواعد الضمان
الفقه تحتم أن المسؤولية المدنية تستوجب تعويض ذويها؛ إذ يعتبر هذا الفعل ضاراً، وأدى إلى نتيجة تستوجب التعويض، ووزارة التربية والتعليم مسؤولة عن التعويض لضمان أفعال الأشياء، وهو صوت الجرس، أما إذا أثبت التقرير الطبي أن الأزمة القلبية ليست مرتبطة بالخوف، أو الهلع مما وقع داخل المدرسة أثناء التجربة، فهذا ينفي مسؤولية الوزارة، وعليه فإن الفيصل في التعويض هو تقرير الأطباء، والنتيجة التي سيصلون إليها.
وأكد استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير الطبقي والنووي، الدكتور خالد النمر، أنه كان يفترض بالمدرسة التأكد من عدم وجود أمراض لدى الطالبات في القلب؛ حيث إن 10% من الأشخاص المعرضين للخوف الشديد والمفاجئ تحدث تغيرات عكسية تؤدي إلى تباطؤ في نبضات القلب، وقد يصل إلى التوقف التام للقلب والإغماء لثوانٍ معدودة، وفي الغالب لا تتجاوز عشرين ثانية، وفقدان السيطرة على التحكم في مخارج السبيلين، كل ذلك بسبب زيادة نشاط العصب الدماغي العاشر، وهذه التغيرات الفسيولوجية يتحملها الإنسان الطبيعي بدون مضاعفات، ولكن في القلب المريض مسبقاً قد تتسبب هذه التغيرات المفاجئة بزيادة في كمية الأكسجين المستهلك في عضلة القلب لا يستطيع تحملها القلب، وبالتالي حدوث الجلطة القلبية، أو انقباض حاد في شرايين القلب، أو حدوث اختلال تذبذبي في نبضات القلب البطينية، وهناك بعض مرضى القلب أكثر عرضة للوفاة من الخوف الشديد المفاجئ.
وأوضح النمر أن التغيرات القلبية والوعائية عند الشعور بالخوف يكون أغلبها لدى مرضى القلب؛ حيث إنهم أكثر عرضة من غيرهم لمضاعفات الانفعالات النفسية، سواء كان ذلك خوفاً، أو غضباً، أو فرحاً، ذلك أن الخوف حسب الدراسات الطبية ليس مثل الانفعالات النفسية الأخرى؛ حيث أثبتت الدراسات تسارع نبضات القلب بنسبة حوالي 55% مقارنة بالنبض الابتدائي، وارتفاع ضغط الدم بنسبة حوالي 45% مقارنة بالضغط الابتدائي، و تسارع التنفس غير العميق بنسبة حوالي 60% مقارنة بمعدل التنفس الابتدائي، وازدياد الكميات المفرزة من الأدرينالين والنورأدرينالين في جسم الإنسان، وانخفاض قدرة عضلة القلب على ضخ الدم بنسبة 50% بعكس مشاعر الغضب التي يزداد فيها انقباض عضلة القلب وضخ الدم، وانقباض الأوعية الدموية الطرفية؛ حيث تقل الدورة الدموية الطرفية بنسبة 70%، ويتم تحويل أغلب الدم إلى الأعضاء الداخلية تجهزاً لردة فعل الجسم للهروب من الموقف، ولذلك نلاحظ الشحوب في وجه الإنسان الخائف، وبرودة الأطراف لديه، والشحوب في وجه الإنسان أثناء الخوف الشديد بسبب قلة تدفق الدم إلى الوجه مقارنة بمشاعر الغضب التي تؤدي إلى احمرار الوجه.