close menu

رئيس وزراء سوريا يؤكد لإيران أن الأسد يحقق انتصارات في الحرب الأهلية

رئيس وزراء سوريا يؤكد لإيران أن الأسد يحقق انتصارات في الحرب الأهلية
المصدر:
رويترز

قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي يوم السبت إن القوات الحكومية تحقق انتصارات في حربها مع المعارضة المسلحة ولن يهدأ لها بال طالما أن هناك "إرهابي واحد على الأرض السورية".

وقال الحلقي أن‭‭ ‬‬"زمن الإملاءات وسياسة الأمر الواقع والتهديد والوعيد قد ولى إلى غير رجعة وأن عصر الانتصارات والعزة والفخار يصنع حاليا على الأرض السورية من خلال الانتصارات الرائعة التي يسطرها الجيش العربي السوري في القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة وفلولها وتجفيف منابعها" في تأكيد منه على تشبث سوريا بموقفها ضد الدعوات الغربية المنادية بتنحي الرئيس بشار الأسد.

وجاءت تصريحات الحلقي أثناء زيارته لإيران التي قدمت لسوريا دعما عسكريا ومساعدات اقتصادية بمليارات الدولارات خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف العام وأودت بحياة مئة ألف شخص. ولم تلح في الأفق أي علامات تذكر على إمكانية وقف هذه الحرب بالطرق الدبلوماسية.

وقالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إن مؤتمر "جنيف 2" للسلام سيعقد في 22 يناير كانون الثاني. وكانت الحكومة والمعارضة السياسية قالتا إنهما ستشاركان في المؤتمر ولكن مقاتلي المعارضة في الميدان رفضوا هذه المحادثات.

وعززت قوات الأسد قبضتها على محيط دمشق ووسط سوريا هذا العام ولا يواجه الرئيس السوري الأسد أي ضغوط تذكر لتقديم تنازلات لخصومه طالما أنه يحافظ على التفوق العسكري والدعم الإيراني.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الحلقي قوله للنائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري "الحكومة السورية لن تسمح بوجود إرهابي واحد على الأرض السورية."

وذكرت الوكالة أن جهانغيري رد بأن إيران تقف "قيادة وشعبا في خندق واحد إلى جانب سوريا ومساندتها لها على كل الصعد ضد محور الشر العدواني الذي يستهدفها كونها قلب المقاومة وبلدا محوريا ومهما جدا في المنطقة والعالم."

وأرسلت إيران بعض القوات الخاصة إلى سوريا لمساعدة جيش الأسد الذي يحظى أيضا بدعم من حزب الله اللبناني والمقاتلين الشيعة العراقيين. ويقاتل هؤلاء المعارضين المسلحين الذين انضم إليهم مقاتلون إسلاميون سنة يتدفقون من العالم الإسلامي.

ويعكس حجم الوفد المرافق للحلقي والذي يضم وزراء الطاقة والكهرباء والصحة والخارجية مدى أهمية التحالف بين البلدين.

وقالت سانا إن الحلقي وجهانغيري بحثا تنشيط الخط الائتماني الإيراني لدمشق والذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات وإمكانية عودة الشركات الإيرانية للعمل في سوريا التي عصفت الحرب باقتصادها والإسراع في تنفيذ صفقات توريد منتجات نفطية ومعدات طبية ومواد غذائية.

وتقاتل قوات الأسد بدعم من حزب الله وميليشيات محلية للسيطرة على منطقة القلمون الجبلية التي تشرف على الطريق السريع الرئيسي شمالي دمشق المؤدي إلى مدينة حمص في وسط البلاد ومعقل العلويين على البحر المتوسط.

وقال نشطاء إن طائرات حربية قصفت أهدافا في أنحاء النبك البلدة الرئيسية الواقعة على الطريق الذي تسيطر عليه قوات المعارضة وأسقطت قنابل مما أدى إلى اشتعال حرائق.

وقال ناشط محلي مؤيد لمقاتلي المعارضة متحدثا عبر سكايب إن هناك ثلاثة قتلى سقطوا حتى الآن في النبك.

وأضاف النشط الذي عرف نفسه باسم أبو ركان أن طائرات من طراز ميج وسوخوي شنت ثماني غارات على منطقة ريما بين يبرود والنبك.

وذكرت سانا أن وحدات من الجيش "دكت تجمعات للإرهابيين وقضت على أعداد منهم في النبك ومحيطها" مشيرة إلى أن الجيش حقق مكاسب في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية إلى جانب ضواح في الجنوب.

وكانت الخسائر كبيرة في الجانبين حيث قالت مصادر أمنية في لبنان إن حزب الله فقد ما لا يقل عن 25 مقاتلا في الغوطة الشرقية على مدى الأسبوع الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن ما يربو على 400 شخص قتلوا في أنحاء سوريا منذ يوم الخميس بينهم كثيرون سقطوا في معارك الغوطة والقلمون.

واستعادت قوات الأسد سيطرتها على بلدة دير عيطة يوم الخميس بعد أن فقدتها قبل أسبوع في هجوم مضاد شنه مقاتلو المعارضة ولكن التقدم كان بطيئا ومتقطعا.

واندلعت اشتباكات يوم السبت أيضا في بلدة معلولا المسيحية القديمة بين قوات الأسد وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي كانت في الخطوط الأمامية لمعارك القلمون.

وقال المرصد إن 20 شخصا من بينهم سبع نساء وأطفال قتلوا في بلدة الباب بمحافظة حلب في شمال البلاد حين قصفت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش المنطقة.

وفي الأسابيع الأخيرة كثفت قوات الأسد هجماتها على بلدات يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حول مدينة حلب المركز التجاري في سوريا والتي تسيطر قوات المعارضة على أجزاء منها منذ أن اقتحمتها في صيف عام 2012.

وفي ظل أعمال العنف التي تشهدها البلاد يسعى خبراء أسلحة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للإشراف على عملية تدمير مخزون الأسلحة الكيماوية السورية.

وأكدت المنظمة أن الولايات المتحدة عرضت تدمير المواد الكيماوية على سفينة أمريكية وتبحث عن ميناء على البحر المتوسط يمكن فيه معالجة هذه المواد.

وقالت سيجريد كاج رئيسة الفريق المشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الى سوريا إن البعثة تسعى جاهدة للالتزام بالمهلة المحددة لإخراج المواد الكيماوية الأكثر خطورة من سوريا بحلول نهاية العام.

وأبلغت الصحفيين في دمشق أن الترسانة الكيماوية الموجودة في مواقع مختلفة بأنحاء سوريا سيتم تعبئتها وإغلاقها ونقلها إلى ميناء اللاذقية السوري.

وأضافت "ثم سيجري نقلها إلى سفن أخرى بمعرفة دول أخرى أعضاء سترسلها... إلى سفينة أمريكية. ولن يتم تدميرها في المياه الإقليمية السورية."

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات