أحكمت قوات الجيش الجزائري حصارها لمجموعة من المتشددين يُعتقد بأنهم «أمراء» في «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وذلك في منطقة «القبائل» الحرجية في ولاية بجاية.
وأفادت أنباء عن اكتشاف مخبأ في جبال المنطقة يتحصن فيه عدد كبير من المسلحين، بينهم «أمراء» سرايا وكتائب في «القاعدة». وتحدث شهود عن وصول تعزيزات عسكرية كبيرة أمس، من ولايتي جيجل وسطيف القريبتين من موقع الحصار.
وروت مصادر مطلعة لـ «الحياة» أن العملية العسكرية بدأت عاديةً مطلع الأسبوع، لكن قيادة الجيش استدعت لاحقاً تعزيزات كبيرة وعدداً من أفراد «الصاعقة والوحدات خاصة من مناطق أخرى استعداداً لمهاجمة المنطقة.
وأتاحت هذه التعزيزات للجيش التوغل في معاقل «القاعدة» بين بجاية وسطيف. ويُعتقد بأن خمسة مسلحين قُتلوا خلال دهم مخبأ جبلي. وهذه العملية الأولى من نوعها منذ شهور، في ولاية تقع ضمن معقل «القاعدة» في منطقة «القبائل» الجزائرية.
وتراجع العنف في الجزائر إلى حد كبير في السنوات القليلة الماضية. وتضاءل نشاط المجموعات المسلحة، حتى في منطقة القبائل، لكن الجيش يعاني نتيجة عجز دول الجوار، خصوصاً ليبيا في «مكافحة الإرهاب».
ويُعتقد بأن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» فقد قدرته على إعادة هيكلة كوادره في الجزائر، بعد نشوء «إمارة» قوية في الساحل الإفريقي وبروز جيوب متشددة في تونس وليبيا، في ظل هيمنة تيار «القادة الميدانيين» الذين اكتسبوا أخيراً خبرةً عسكرية واسعة، في حين سُجّل تراجع في صفوف «التيار الشرعي» في التنظيم.
ولم تعلن «القاعدة» اختيار أي خليفة للمسؤول عن تلك المناطق الذي كان يُدعى «أبو رياح» وذراعه اليمنى «أبو التهامي»، اللذين قُتلا الصيف الماضي في مكمن للجيش.