ضمت قائمة الراحلين في عام 2013 عشرات الشخصيات الكبيرة في السياسة والنجوم في الفن والثقافة.
تطول قائمة الراحلين في عام 2013 لتضم العشرات من الشخصيات الكبيرة والنجوم في السياسية والاقتصاد والفن والثقافة والرياضة.
ونكرس هذا المقال لرصد أبرز الشخصيات التي غابت عن المشهد السياسي عالميا وعربيا في هذا العام، على أن نتاول الشخصيات الثقافية والفنية في مقال لاحق.
ومن أبرز الراحلين هذا العام، الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا، أول رئيس أسود في جنوب أفريقيا، والذي قاد نضال شعبه ضد نظام الفصل العنصري ومسيرة العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية بعد تلك الحقبة المتوترة في تاريخ بلاده، الأمر الذي جعل منه رمزا عالميا لحقوق الإنسان وتم تتويجه بجائزة نوبل للسلام. وقد رحل في 5 ديسمبر/كانون الأول عن عمر يناهز 95 عاما.
كما رحلت في 16 أبريل/نيسان من هذا العام رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر التي عرفت بلقب "السيدة الحديدية"، وكانت أول أمرأة تصبح رئيسة لوزراء بريطانيا وتفوز بثلاث دورات انتخابية.
لقد قادت تاتشر سلسلة من التغييرات الجذرية في السياسية البريطانية امتدت تأثيراتها في البنية الاجتماعية البريطانية إلى حقب لاحقة، وعرفت بنهجها المتشدد وموقفها الصارم إزاء النقابات العمالية، كما قادت مسيرة الخصخصة في الاقتصاد البريطاني، والانتصار الذي حققه الجيش البريطاني في استعادة جزر فوكلاند عام 1982 بعد غزوها من قبل الأرجنتين.
ورحل عن عالمنا أيضا في 4 من مارس/آذار، الرئيس الفنزويلي المثير للجدل هوغو شافيز، الذي حكم فنزويلا 14 عاما، وعرف بتوجهاته الاشتراكية وسياساته الشعبوية، وحملته ضد الرأسمالية والنفوذ الامريكي في أمريكا اللاتينية.
ويقول خصوم شافيز بأنه رغم وصوله إلى السلطة عبر العملية الديمقراطية إلا أنه صادر النظام الديمقراطي في البلاد وغير الدستور لمصلحة انتخابه مرة ثالثة. وقد توفي شافيز بعمر 58 عاما بعد إصابته بمرض السرطان.
وغاب أيضا هذا العام الجنرال فو نغوين جياب، الذي رحل في 4 أكتوبر تشرين الأول عن عمر بلغ 102 عاما. وقد نجح الجنرال جياب في قيادة حرب العصابات في فيتنام ضد محتليها، فقاتل اليابانيين ونجح في هزيمة القوات الفرنسية والأمريكية في بلاده.
رؤساء وزارات أوربيون
ومن بين الراحلين ايضا ثلاثة من رؤساء الوزارات السابقين في أوروبا وهم تاداوش مازوفييسكي الكاتب البولندي الذي أصبح أول رئيس وزراء لبلاده بعد انتهاء حقبة الحكم الشيوعي الشمولي فيها، وقد توفي 27 أكتوبر/تشرين الأول عن 86 عاما.
والسياسي الاشتراكي بيير موروا ورئيس الوزراء الفرنسي في الفترة 1981 الى 1984 أبان رئاسة فرانسوا ميتران، وعرف ببرنامجه اليساري وتأميمه عدد من الشركات الكبرى والغاء عقوبة الاعدام في فرنسا. وقد توفي في 7 يونيو/حزيران عن 84 عاما.
والسياسي الإيطالي جوليو أندريوتي الذي توفي 6 مايو/أيار عن 94 عاما، وتولى رئاسة الوزارة في ايطاليا ثلاث مرات في السبعينيات والتسعينيات. وقد وجهت إليه اتهامات بعلاقته مع المافيا الإيطالية.
ورحل في 14 نوفمبر/تشرين الثاني عن 94 عاما، الرئيس القبرصي السابق كلافكوس كليريديس، الذي قاد مسيرة انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.
كما توفي 23 ديسمبر/كانون الأول عن 95 عاما، مصمم الأسلحة الروسي ميخائيل كلاشينكوف، مصمم البندقية التي اشتهرت باسمه واصبحت أكثر الأسلحة انتشارا في العالم.
ورحل في 17 مايو/أيار الدكتاتور الأرجينتيني خورخه رفائيل فيديلا، الذي وصل الى السلطة في الارجنتين عام 1976 في انقلاب عسكري أطاح بالرئيسة الارجنتينية إيزابيلا بيرون.
عين فيديلا نفسه حاكما عسكريا مطلقا للبلاد حتى عام 1981، حيث وضع تحت الإقامة الجبرية في منزله بعد التحول الديمقراطي في البلاد، وعدت فترة حكمه من الحقب السوداء في الأرجنتين التي شهدت اغتيال وسجن وتشريد الآلاف من المعارضين لحكمه.
كما توفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني عن 84 عاما مانفريد رومل، نجل القائد الألماني الشهير في الحرب العالمية الثانية الفيلد مارشال أروين رومل الملقب بثعلب الصحراء.
وكان رومل الابن يشغل منصب عمدة مدينة شتوتغارت الألمانية للفترة من 1976 إلى 1995.
ولم يخل عام 2013 من إعدام بعض الشخصيات السياسية، كما هي الحال مع جانغ سونغ تيك، نائب رئيس لجنة الدفاع الوطني في كوريا الشمالية، وصاحب النفوذ الواسع في دائرة الحكم فيها، إذ أعدم في 13 ديسمبر/كانون الأول عقب محاكمة عسكرية سريعة بعد اتهامه بالفساد والخيانة ومحاولة الإطاحة بحكم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وكذلك الحال مع عبد القادر ملا رئيس حزب الجماعة الإسلامية في بنغلاديش، الذي أعدم شنقا في 12 ديسمبر بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المحكمة الخاصة للنظر في جرائم الحرب في بنغلاديش إبان حرب استقلال البلاد عن باكستان عام 1971.
كما قتل حكيم الله محسود( 33 عاما) زعيم حركة طالبان في باكستان في غارة بطائرة أمريكية من دون طيار في 1 نوفمبر /تشرين الثاني. وقد اتهمت الحكومة الباكستانية واشنطن حينها بتقويض محاولاتها لبدء مفاوضات سلام مع حركة طالبان.
وكان محسود قال لبي بي سي في مقابلة معه قبل أسبوعين إن الحركة مستعدة لإجراء "مباحثات جدية" مع الحكومة لكنه أضاف آنذاك أن الحكومة لم تكن قد اتصلت به بعد.
أما عربيا، فقد اختتم العام في أيامه الأخيرة بعملية اغتيال محمد شطح وزير المالية اللبناني السابق وأحد قيادي تحالف قوى 14 آذار /مارس، بتفجير سيارة مفخخة وسط بيروت في 27 ديسمبر.
وكان العام قد شهد أكثر من عملية اغتيال لشخصية سياسية عربية، في سياق الأوضاع المضطربة التي يعيشها عدد من الدول العربية بعد تحولات ما يسمى بـ "الربيع العربي".
فقد افتتح العام باغتيال الناشط السياسي اليساري التونسي شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط، وهو محام وأمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الأحرار. وأحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية في تونس ومن أشد المنتقدين للحكومة الائتلافية في تونس.
وأعقب ذلك اغتيال سياسي تونسي آخر هو محمد براهمي في 25 يوليو/تموز، وكان براهمي عضوا في المجلس التأسيسي عن حزب التيار الشعبي، وأمينا عاما سابقا لحزب حركة الشعب ذي التوجهات القومية الناصرية، ويعد من أشد المعارضين لحركة النهضة الحاكمة في تونس.
وقد أدت هذه الاغتيالات في تونس إلى حركة احتجاج شعبية واسعة طالبت برحيل الحكومة التي يتزعمها حزب النهضة، وانتهت بعقد اتفاق للحوار الوطني يقضي باستقالة الحكومة وتأسيس حكومة انتقالية تتولى إنهاء كتابة الدستور والإشراف على انتخابات جديدة في البلاد.
وفي سياق الاغتيالات ايضا، اغتيل رجل الدين السوري ورئيس اتحاد علماء الشام محمد سعيد رمضان البوطي بتفجير قنبلة اثناء إلقائه دروسه الدينية في مسجد الإيمان بدمشق في 21 مارس/آذار.
وقد اتهمت الحكومة السورية الإسلاميين المتشددين المعارضين لها بالوقوف وراء اغتيال البوطي الذي عرف باعتداله ويصنفه البعض قريبا من الحكومة السورية، وشككت المعارضة برواية الحكومة الرسمية متهمة إياها بالوقوف وراء اغتياله.
كما قتل حسن شحاتة، رجل الدين المصري الذي عرف بتحوله إلى المذهب الشيعي، على يد متشددين هاجموا منزلا كان يجتمع فيه شحاته مع عدد من اتباعه في قرية زاوية أبو مسلم المصرية للاحتفال بمناسبة دينية شيعية في 24 يونيو/حزيران.
وفقدت الساحة السياسية المصرية عددا من السياسيين والوزراء السابقين من أمثال عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية للفترة من 1991 إلى 2001، ونائب رئيس الوزراء المصري ووزير الخارجية في عقد الثمانينيات. وقد توفي 21 ديسمبر عن 90 عاما.
وأحمد رشدي وزير الداخلية المصري في الفترة من 1984 إلى 1986 والذي اشتهر بشنه حملة ناجحة ضد تجارة المخدارت في مصر. إذ توفي في 4 يوليو عن 89 عاما.
والفريق الطيار أركان حرب رضا حافظ وزير الانتاج الحربي في حكومتي هشام قنديل والببلاوي والقائد السابق للقوات الجوية المصرية، الذي توفي عن 61 عاما في 3 ديسمبر إثر ازمة قلبية حادة.
وأسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري السابق حسني مبارك والمدير السابق لمكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية ووكيل أول وزارة الخارجية الذي أسهم في مفاوضات كامب ديفيد وصياغة معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979. وقد توفي في 14 سبتمبر/ايلول عن 82 عاما.
وفي القاهرة أيضا توفي 22 سبتمبر عبد الحميد السراج (87 عاما) نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة (بين سوريا ومصر) ووزير الداخلية في سوريا إبان دولة الوحدة، وقد لجأ إلى مصر بعد الانفصال وظل فيها حتى وفاته.
كما توفي في جنيف بسويسرا في 16 أبريل/نيسان الرئيس الجزائري السابق علي كافي عن 84 عاما.
بدأ كافي حياته عضوا وقياديا في حزب الشعب وكان أحد القياديين في حركة الثورة الجزائرية قبل الاستقلال، وتولى رئاسة الجزائر في الفترة من 1992 إلى 1994.
وفي العراق توفي 8 يوليو/تموز سبعاوي إبراهيم الحسن بمرض السرطان عن 66 عاما.
وسبعاوي هو أخ غير شقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين، وشغل منصبي مدير المخابرات العراقية ومدير الأمن في فترة التسعينيات، واحتل المرتبة 36 من قائمة المطلوبين بعد الغزو الأمريكي للعراق. وقد سلمته السلطات السورية إلى السلطات العراقية عام 2005 ، حيث حكم عليه بالإعدام شنقا في عام 2009.
كما شهدت المملكة العربية السعودية رحيل عدد من أمراء العائلة الحاكمة فيها وأبناء عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة، حيث توفي في 12 فبراير/شباط سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض سابقا والابن الثلاثون للملك عبد العزيز عن 72 عاما.
وتوفي في الأول من أبريل/نيسان الأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني سابقا، والابن العشرون لمؤسس المملكة عن 80 عاما.
فضلا عن الأمير مساعد بن عبد العزيز الابن الحادي عشر الذي توفي في 19 اغسطس/آب عن 90 عاما، والذي كان كفيفا وله ميول أدبية ولم يتول أي منصب سياسي في حياته.