خرج ليتفقّد منزل المستقبل، أوقف مركبته وترجل ودخل ساحة العمارة «تحت الإنشاء»، فجأة سقط مغشيا عليه إثر سقوط حديدة هشمت جمجمته، ألقى بها أحد العمالة كان ينظف سطح العمارة ويرمي المخلفات بساحة المسكن، ونقل مباشرة إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة ليمكث أكثر من ستة أشهر بالعناية المركزة، ليخرج بعدها بشلل نصفي حول حياته إلى جملة من الهموم والمشكلات النفسية على السرير الأبيض.
هذا هو محمد الجردان أحد أبناء بريدة والذي كان إماما لأحد المساجد وسط بريدة وحافظا لكتاب الله تعالى، وهو أب لثلاثة أولاد وابنتين، كان يحلم كغيره بمنزل يملكه يحفظه وأبناءه لينتقل إليه بدلا من المنزل المستأجر والمتواضع.
أسرة الجردان تتألم من تشتت الأسرة وعمق الألم الذي أصابها بعد أن أصبح العائل معولا، وتناشد من يحمل في قلبه روح الأخوة الإسلامية والمواطنة من المسؤولين والمقتدرين بسرعة نقل ابنهم إلى أحد المستشفيات المتطورة خارج الوطن لتلقّي العلاج اللازم والرفع من مصابهم في ابنهم.