انطلاق محاكمة المتهمين بالضلوع في قتل الزعيم السني رفيق الحريري قبل تسع سنوات "يوم تاريخي" بالنسبة إلى نجله سعد رئيس وزراء لبنان السابق. وشدد الأخير في كلمة أمام مقر المحكمة في ضاحية لاهاي الخميس على أنه يطلب العدالة لا الثأر.
وقال سعد الحريري: "وجودنا هنا اليوم هو بحد ذاته دليل على أن موقفنا منذ اللحظة الأولى وفي كل لحظة كان وسيبقى في كل لحظة طلب العدالة لا الثأر وطلب القصاص لا الانتقام. في قاموسنا الرد على العنف لا يمكن ان يكون بالعنف بل بمزيد من التمسك بإنسانية الإنسان بالقانون وبالعدالة."
وبعد تسع سنوات على مقتل الحريري و21 شخصا آخرين في انفجار ضخم في بيروت بدأت المحاكمة في ضاحية في لاهاي أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في ظل غياب المتهمين الأربعة المنتمين إلى "حزب الله".
وقال الحريري والذي يشارك في حضور جلسات المحكمة مع مجموعة من أهالي الضحايا: "اليوم هو يوم تاريخي بامتياز والرئيس رفيق الحريري كان حاضرا بقوة ومعه كل الشهداء الذين قضوا معه وكل الشهداء الذين سقطوا من بعده وصولا الى آخر الأحبة في قافلة الشهداء محمد شطح ومرافقه ومئات الضحايا الذي حصدتهم جرائم التفجير والاغتيال السياسي".
وقال الحريري إن "المحكمة الدولية لأجل لبنان انطلقت ومسار العدالة لن يتوقف ولا جدوى بعد اليوم من أي محاولة لتعطيل هذا المسار." وأضاف: "إن حماية المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والإصرار على عدم تسليمهم إلى العدالة هو جريمة مضافة إلى الجريمة الأساسية الكبرى".
وتشمل لائحة الاتهام أربعة اشخاص من بينهم المسؤول البارز في "حزب الله" مصطفى أمين بدر الدين (52 عاما) وهو صهر القائد العسكري الذي اغتيل عماد مغنية. والآخرون هم سليم جميل عياش (50 عاما) وحسين حسن عنيسي (39 عاما) واسد حسن صبرا (37 عاما).
وفشلت السلطات اللبنانية في تعقب أي منهم في السنوات الثلاث الماضية منذ إصدار لائحة الاتهام وهم يحاكمون غيابيا بعدما عينت المحكمة محامين للدفاع عنهم.
وينفي "حزب الله" أي دور له في قتل الحريري ورفض التعاون مع المحكمة وهدد بالعنف ضد كل من يحاول اعتقال المشتبه بهم.
وتقول جماعة حزب الله الشيعية إن المحكمة هي أداة بيد إسرائيل التي خاضت حربا مع الحزب لمدة 34 يوما في صيف 2006 وأن إسرائيل اخترقت شبكة الاتصالات في لبنان لافتعال قضية ضد الجماعة.