قال النائب العام المصري يوم الأربعاء إن استراليا وبريطانيين وهولندية وصفهم بأنهم مراسلون لقناة الجزيرة أحيلوا للمحاكمة لمساعدتهم 16 مصريا ينتمون إلى "جماعة إرهابية".
وقالت الجزيرة التي مقرها قطر إن السلطات المصرية احتجزت ثلاثة من صحفييها وهم الاسترالي بيتر جريستي والكندي من أصل مصري محمد فهمي وباهر محمد في 29 ديسمبر كانون الأول ولم يتم الافراج عنهم.
ولم تتضح على الفور هويات البريطانيين والمرأة الهولندية الذين تضمنهم بيان النائب العام. ورفضت السفارة الهولندية التعقيب في حين قالت السفارة البريطانية انها علمت بالتقرير وتسعى للحصول على مزيد من المعلومات.
وقال النائب العام في بيان إن الأربعة نشروا "أكاذيب" أضرت بالمصالح الوطنية وقدموا أموالا ومعدات ومعلومات لستة عشر مصريا. كما وجهت للأجانب تهمة استخدام جهاز بث غير مرخص.
وسيحاكم المصريون الستة عشر بتهمة الانتماء إلى "جماعة ارهابية" في إشارة على ما يبدو إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تقوم باحتجاجات على الحكومة منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي اليها في يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية حاشدة طالبت يتنحيته.
وأعلنت الحكومة الاخوان المسلمين "جماعة ارهابية". وتقول الجماعة انها منظمة سلمية.
وتقول الجزيرة على موقعها الالكتروني إن اثنين من صحفييها هما عبد الله الشامي ومحمد بدر اللذين يعملان في مكتب الجزيرة الاخبارية العربية ومكتب الجزيرة مباشر مصر ما زالا محتجزين منذ خمسة أشهر.
وردا على بيان النائب العام قالت الجزيرة إن صحفييها الخمسة المحتجزين لم يتم إبلاغهم رسميا بتطورات قضيتهم.
واضافت في بيان ارسلته عبر البريد الالكتروني "العالم كله يعلم أن هذه الاتهامات الموجهة لصحفيينا ليس لها أساس وهي اتهامات سخيفة لا تستند إلى واقع. هذا تحد لحرية التعبير وحق الصحفيين في نقل مختلف جوانب الأحداث وحق الناس في معرفة ما يجري."
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تشعر "بقلق عميق من الافتقار المستمر لحرية التعبير والصحافة في مصر" وحثت الحكومة على إعادة النظر في مسألة محاكمة الصحفيين.
وأضافت "نحن قلقون من التقارير الواردة اليوم حول الاتهامات التي وجهت الى المزيد من الصحفيين ومن بينهم صحفي الجزيرة."
وتابعت "يجب الا يكون أي صحفي بغض النظر عن الانتماء هدفا للعنف أو التخويف أو إجراء قانوني مسيس. يتعين حماية الصحفيين والسماح لهم باداء عملهم بحرية في مصر."
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن جريستي هو الوحيد المحتجز بين المتهمين الأربعة غير المصريين.
وعبر عادل فهمي شقيق الصحفي بالجزيرة محمد فهمي عن استيائه من اتهامات النيابة.
وقال "انهم يريدون فحسب تضخيم القضية بدون سبب لكن ربما لأسباب سياسية ولا شيء أكثر من ذلك."
وأضاف "محمد هو آخر شخص في العالم يمكن أن يكون على صلة بجماعة ارهابية أو بالإخوان المسلمين."
وتشير وسائل الاعلام المصرية الى المتهمين في قضية الجزيرة بوصف "خلية الماريوت" في إشارة الى فندق بالقاهرة كانوا يعملون منه.
واغلقت مكاتب الجزيرة في القاهرة منذ الثالث من يوليو تموز بعد عزل مرسي.
وقدمت قطر دعما ماليا قويا لمصر اثناء حكم مرسي الذي استمر عاما واحدا ثم انتقدت بشدة عزله وما أعقب ذلك من حملة على الاخوان المسلمين.
ومن المرجح أن تزيد الاتهامات الموجهة إلى الصحفيين من حدة التوتر بين القاهرة والدوحة.
ونددت جماعات حقوقية باعتقال الصحفيين في مصر.
وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمنظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي "توجد جهود منسقة للضغط على أي مراقبين مستقلين من الناشطين والصحفيين وحتى المنظمات غير الحكومية."