تخلت الممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون عن دورها كسفيرة لمنظمة أوكسفام الإنسانية البريطانية بعد أن اعتبرت المنظمة أن قيامها بالترويج لمنتجات شركة إسرائيلية لديها مصنع في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة "يتعارض" مع دورها كسفيرة لها. وكانت قد بدأت الممثلة الأمريكية (29 عاما) تعاونها مع أوكسفام منذ عام 2005 لتصبح سفيرة للمنظمة في عام 2007
وشركة صودا ستريم الإسرائيلية متعددة الجنسيات للمشروبات الغازية متخصصة في صنع جهاز لإنتاج المشروبات الغازية ولديها مصنع في المنطقة الصناعية في مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية
ووضحت المنظمة موقفها في بيان جاء فيه التالي "وافقت أوكسفام على قرار سكارليت جوهانسون بالتخلي عن دورها كسفيرة بعد ثماني سنوات"، مع الإشارة أنه "على الرغم من احترام أوكسفام لاستقلالية سفرائنا، ولكن دور جوهانسون في الترويج لشركة صودا ستريم يتعارض مع دورها كسفيرة دولية لأوكسفام".
وأضافت المنظمة الإنسانية في البيان عينه "تعتقد أوكسفام بأن شركات مثل صودا ستريم التي تعمل في المستوطنات تعزز الفقر وحرمان المجتمعات الفلسطينية التي نعمل على دعمها من حقوقها". وأكدت أوكسفام معارضتها "لكافة أشكال التبادل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية التي تعد غير شرعية بموجب القانون الدولي".
وتلقي هذه الاستقالة الضوء على النجاح المتزايد الذي تحققه حملة مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في العالم.
ودافعت جوهانسون في بيان نشر على موقع صحيفة هافينغتون بوست عن شركة صودا ستريم التي اعتبرت أنها "تبني جسرا للسلام بين إسرائيل وفلسطين بدعم الجيران الذين يعملون معا ويتلقون أجرا متساويا وحقوقا متساوية".
من جهته قال عمر البرغوثي، وهو ناشط فلسطيني في مجال حقوق الإنسان وعضو مؤسس في حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل"، في رد مكتوب لوكالة فرانس برس أن "سكارليت جوهانسون قررت عن وعي بأن تكون فتاة الغلاف الجديدة للاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري".
ورأى البرغوثي بأنه "باختيارها لدورها المعيب مع مستفيد من الإحتلال كصودا ستريم على عملها من أجل حقوق الإنسان مع أوكسفام، فإنها تذكرنا ببضعة فنانين بلا مبادئ، قاموا ببيع أرواحهم خلال النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ووقفوا على الجانب الخاطئ من التاريخ". واعتبر بأن ما وصفه بفشل منظمة أوكسفام بإنهاء علاقتها مع جوهانسون يعد "فشلا أخلاقيا مذهلا"