بين رسم البسمة وصراع الذكريات، مسافة لا تكفي لأن تصور مشهد رجل مسن يتكئ على إحدى السيارات التراثية الموجودة بباحة أحد أكبر التجمعات العربية للسيارات التراثية بمهرجان ربيع مدينة بريدة (شمال العاصمة الرياض)، حيث يتكرر مشهد التأمل من قبل كبار السن الذين يفضلون الانزواء وحدهم أولاً ثم يبوحون ببساطة وعفوية عن مكنونهم الداخلي لأول من يقابلونه وهم يتجولون بين أكثر من 300 سيارة تراثية وكلاسيكية تمثل الرقم الأعلى عربياً حتى الآن في تجمع واحد، يقف فريق السيارات التراثية في حالة فخر وهم يعرضون سياراتهم القديمة والمدهشة أمام زوار مهرجان ربيع مدينة بريدة الذي تقيمه أمانة المنطقة، حيث تتنوع السيارات المعروضة لتشمل كافة الموديلات والصناعات والوكالات، فالمكان يعج بهواة السيارات التراثية حتى إن بعضهم يسافر خصيصاً لشراء مثل تلك السيارات.
السيارة الأغلى
تم بيع سيارة في المزاد السنوي العام الماضي من طراز فورد (هاف) موديل 1951م مجددة بالكامل لصاحبها صالح العتيق بـ(320 ألف ريال).
المدير التنفيذي لفريق السيارات التراثية والكلاسيكية ببريدة يروي قصة السيارة الأغلى ثمناً بالمزاد بالقول: (عثرت على السيارة في المتحف الإيطالي في ولاية نيوجرسي، وحينما طلبت شراءها رفض المسؤولون عن المعرض لكنني أصررت على موقفي وجلست خلف مقودها لمدة تزيد على الثلاث ساعات لكي يوافقوا على بيعها، وبعد مفاوضات طويلة ومضنية تمت الموافقة، علماً أن هذه السيارة تم إعادة تصنيعها بالوكالة وبحوزتي فواتير إعادة التهيئة بالكامل).
توريد
وقال العتيق إنه قام بجلب أكثر من 60 سيارة من موديلات مختلفة تتراوح بين 1915 م إلى 1980 م وهي متنوعة الصناعات معتبراً نفسه المورد الوحيد لفريق السيارات التراثية والكلاسيكية بالقصيم من خارج المملكة، حيث كان أول توريد من الخارج ابتداء من عام 1412 هـ، كانت بدايته بالسيارات الكلاسيكية الأميركية، وكان العتيق يذهب بنفسه للولايات الأميركية، وهي مهمة صعبة بالنسبة للتنقلات بين الولايات للبحث عن هذه السيارات.
ويتاح للعوائل مشاهدة السيارات عبر ممر خاص للسيارات، حيث يتم صف السيارات المعروضة ويتاح أيضاً التصوير، كما يحفل التجمع بحضور أوروبي من عدد من المهتمين بالسيارات التراثية.
حكاية
يحرص كبار السن على الحضور، حيث إن لكل واحد منهم قصة وحكاية مع إحدى تلك السيارات خاصة تلك التي كانوا يتزاحمون داخلها للسفر لمكة المكرمة، وعلاوة على المزاد فإن الفريق ينظم سباق مضامير السرعة داخل حلبة خصصت لهذا الغرض، حيث تتابعه جماهير كبيرة لمشاهدة السيارة التراثية الأعلى سرعة في تخطي المنحنيات والوصول لخط النهاية.
