أفاد مراسل الميادين في سوريا بأنَّ 83 مدنيًا تمَ إخراجُهُم اليوم من مدينةِ حِمصَ القديمة المحاصَرة في إطارِ الاتفاقِ بين الحكومةِ السورية والأممِ المتحدة. وستستمرُ هذه العمليةُ السبت لإخراج ِما يقارِبُ 500 شخصٍ وفقَ الاِتفاقِ الذي لا يشمُل المسلّحين.
وتشرفُ الجهاتُ السوريةُ المختصةُ بالتعاونِ معَ مكاتبِ الاممِ المتحدة على تنفيذِ هذهِ الخُطوة. وأعلنت موسكو الاتفاقَ على وقفٍ لاطلاقِ النارِ ثلاثةَ أيامٍ من أجلِ إنهاءِ العمليةِ الانسانيةِ في مدينةِ حِمص.
مراسل الميادين في حمص أفاد عن إصابة شخص برصاص مسلحين أثناء محاولة إخراجه.
حالة من الهدوء سيطرت منذ الصباح على المنطقة التي تفصل منطقة ديك الجن عن أحياء حمص القديمة. النقطة التي تجمع عندها المراسلون الصحافيون وفعاليات مدنية ودينية ورسمية كانت حتى الأمس مساء منطقة ملتهبة حيث شهدت اشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة. لكن حالة من الهدنة سيطرت على خط التماس حيث توارى المسلحون بانتظار تطبيق الاتفاق.
مراسل الميادين أشار إلى أن نحو 500 متر فقط تفصل نقطة وصول المدنيين عن المناطق التي يسيطر عليها المسلحون داخل أحياء حمص القديمة.
محافظ حمص طلال البرازي جدد في حديث إلى قناة الميادين تأكيده على ان الاتفاق لا علاقة له بمؤتمر "جنيف2"، وأشار إلى أن هذا الموضوع يتم الاعداد له منذ اشهر عدة وكان هناك بعض العثرات في تنفيذه أرجع سببها إلى عدم وجود اتفاق كامل بين جميع الفصائل المسلحة داخل الأحياء القديمة على اخراج المدنيين منها، واصرار بعضها على عدم السماح للمدنيين بالخروج.
وقال البرازي "اليوم تم انجاز اتفاق بتعاون كل الاطراف بما في ذلك المسؤولين عن الجماعات المسلحة في الداخل وبرعاية سفير الامم المتحدة في سوريا، وتوصلنا بالامس الى اتفاق على ان يتم اخراج اول دفعة من المدنيين اليوم". وأضاف "الاستعدادات تمت منذ الصباح الباكر أما سبب التأخير فمرده الى بعض الامور اللوجستية".
وعن أعداد المدنيين الذين سيخرجون قال محافظ حمص إن الأرقام المتوقعة من قبل الأمم المتحدة تقارب المئتي شخص وربما أكثر "وبالنسبة لنا نحن مستعدون لاستقبال اي عدد من الراغبين بالخروج من المدينة القديمة من المدنيين ولكن انا اتوقع ان العدد في الدفعة الاولى هو اقل من 200 وامكانية خروج دفعات اخرى واردة في الايام المقبلة، وعندما يتم انجاز خروج الدفعة الاولى اليوم سيكون لدينا فرصة لتقويم الوضع واستقبال دفعات اخرى في الايام القليللة المقبلة".
وفي سؤال للميادين عن الأماكن التي سيتوجه اليها هؤلاء المدنيين بعد خروجهم قال محافظ حمص " اتفقنا على ان نستقبلهم اليوم وبعد الاطمئنان الى صتهم وتقديم مواد الاغاثة والتدقيق بالاعمار ومطابقتهم للاتفاق سيتم منحهم الحق في اختيار الوجهة التي يريدون التوجه اليها". وتابع "بالنسبة للمحافظة فقد جهزت مراكز ايواء وهي جاهزة لاستقبال نحو 400 شخص".
وعن مسألة إدخال المساعدات الغذائية إلى الأحياء القديمة قال المحافظ "اليوم بعد خروج أول دفعة من المدنيين وتقديم الاغاثة المطلوبة لهم ستجتمع اللجنة مع فريق الامم المتحدة وسيتم تحديد الاحتياجات وفق رؤية اللجنة، وبعد تحديد هذه الاحتياجات ستدخل الدفعة الاولى من المساعدات الى المدينة القديمة".
مراسل الميادين أفاد أن الاولوية في اخراج المدنيين كانت بحسب الجدول الذي اطلع عليها لكبار السن والمرضى والنساء والاطفال.
وعن ارقام المدنيين الموجودين داخل حمص القديمة لفت مراسل الميادين الى وجود تفاوت في هذه الارقام، اذ تتحدث الاحصائيات الرسمية عن بضعة مئات، بينما تتحدث المعارضة عن وجود نحو ثلاثة آلاف مدني.
