اعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات جنيف-2، "لم يصغ" الى الورقة التي قدمتها المعارضة يوم أمس حول هيئة الحكم الانتقالي في سورية، خلال الجلسة المشتركة باشراف الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي.
واشار في المقابل الى ان الوفد الحكومي قدم تقريراً عن "المجازر" التي ارتكبها مقاتلو المعارضة.
وقال المقداد، وهو ليس عضواً في الوفد المفاوض، ان "المعارضة قد القت بهذا البيان الذي لم نصغ اليه لانه اتى خارج جدول الاعمال الذي كنا نعتقد انه يجب ان يناقش ويقر كما هو في ورقة جنيف".
واضاف ان المعارضة "اساءت استخدام جدول الاعمال، وبدأت النقاش في الحكومة الانتقالية، في ما يشكل تعارضاً مع الأولويات التي حددها بيان جنيف-1" الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012، في مؤتمر غاب عنه الاطراف السوريون.
وينص الاتفاق على بنود عدة ابرزها "وقف العنف بكل اشكاله" وتشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات واسعة، دون التطرق لمصير الرئيس بشار الاسد.
ويشكل ترتيب الاولويات نقطة الخلاف الرئيسية بين طرفي التفاوض، اذ يطالب النظام بالاتفاق على "مكافحة الارهاب" قبل الانتقال الى بنود اخرى، في حين تشدد المعارضة على ضرورة البحث في هيئة الحكم الانتقالية التي ستتولى كامل الصلاحيات.
وقدم وفد المعارضة اليوم تصوره لـ"عملية انتقال سياسي" تلحظ تشكيل هذه الهيئة بصلاحيات تنفيذية كاملة تتناول وقف العنف واصلاح المؤسسات والجيش وصولا الى اجراء انتخابات، من دون ذكر مصير الرئيس الأسد.
وكان الابراهيمي حث الطرفين في مذكرة على بحث الموضوعين بالتوازي.
ورداً على سؤال اليوم عن هذا الطرح، قال المقداد ان "هذه الفكرة هي فكرة وهمية ولا يمكن ان تقود الى اي تفاهم. النهج الحقيقي في معالجة المشاكل والمسائل المطروحة في ورقة جنيف هي كما وردت في ورقة جنيف"، وان "اي ابتعاد عن هذا التسلسل هو وصفة لقتل مؤتمر جنيف".
اضاف "نحن منفتحون على مناقشة محددة وفقا لورقة جنيف والتسلسل الذي ورد فيها".
واوضح المقداد ان الوفد الحكومي "بدأ مباشرة بالحديث عن تهديد الارهاب، مشددا على الحاجة الى وقفه"، وقدم في الجلسة "رداً على الاكاذيب التي ساقها الائتلاف يوم امس".
وكان الوفد الحكومي طالب الابراهيمي خلال الجلسة المشتركة الثلاثاء بإدانة مقتل اكثر من 40 شخصا في قرية معان العلوية في ريف حماة، في هجوم اتهمت دمشق عناصر من جبهة النصرة المتطرفة بالوقوف خلفه.
وقال اعضاء في الوفد المعارض امس ان الضحايا ليسوا من المدنيين، بل مقاتلين من الطرفين قضوا خلال معارك عسكرية.
وقال المقداد ان ما قدمه الوفد الحكومي اليوم يعرض "عشرات المجازر (التي) تمت من قبل المجموعات الارهابية"، وهي الصفة التي يطلقها النظام على المقاتلين المعارضين.