أعلن «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى»، الذي يدير أحد أهم برامج الحفاظ على الأنواع في العالم، تقديم 1065 طائر حبارى آسيوية إلى أحد مراكز الإكثار في دولة قطر.
وتلقى مركز «روضة الفرس» لإكثار الحبارى في قطر مجموعة الطيور لتشكل مجموعة إكثار محلية متكاملة.
ويشكل تقديم مجموعات الإكثار لدول أخرى توسعاً نوعياً في استراتيجية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لضمان استدامة المجموعات البرية لطائر الحبارى المتأصل في التراث المحلي والإنساني.
وبهذه المناسبة، قال معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: «هذه نقلة حقيقية في سجل الحفاظ على طائر الحبارى».
فقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، لجهود أبوظبي المستندة إلى خبرة أكثر من ثلاثين عاماً في حماية الأنواع، هي الحافز الذي جعلنا نصل إلى موقع الريادة في تنفيذ هذا المشروع الحيوي وتحقيق التميّز فيه.
واجبنا اليوم هو ضمان استمرارية وجود الحبارى في البرية من أجل أجيالنا القادمة والمحافظة على قيمنا الثقافية والتراثية.
وقد أثبت النموذج المتكامل الذي تتبعه أبوظبي في الحفاظ على الأنواع أنه الأكثر فاعلية في تحقيق هذه الأهداف، بالتزامن مع اعتمادها التعاون الدولي الإيجابي كركيزة لاستراتيجيتها في حماية الحبارى.
وفي هذا الإطار، يسعدنا أن نتبادل المعارف والخبرات التي راكمناها مع شركائنا في دول انتشار هذا الطائر.
واغتنم هذه الفرصة لأشكر دولة قطر حكومةً وشعباً على المساهمة معنا في إنجاح جهود الحفاظ على طائر الحبارى وحماية مستقبله».
وتكمّل هذه المجموعة التي تتكون من 1065 حبارى آسيوية، والتي تم تقديمها لدولة قطر، دفعة أولية من 334 طائراً تم تقديمها في مارس 2013.
ونتيجة لذلك، فقد تم توفير 1399 طائراً لتشكل نواة متكاملة لمجموعة إكثار مهمة لإنتاج أفراخ الحبارى وتربيتها وإطلاقها مستقبلاً. وإلى جانب مجموعة الطيور الحية التي قدمتها أبوظبي، عرضت الإمارة أيضاً خبراتها في مجال متطلبات الإكثار ومواصفات المنشأة إلى جميع الدول في نطاق انتشار الحبارى من أجل تعزيز البرنامج الذي أطلقته أبوظبي منذ سبعينيات القرن الماضي.
من جانبه، قال محمد صالح البيضاني، مدير عام الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: «يأتي برنامج الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في صدارة جهود الحفاظ على مستقبل هذا الطائر».
وبفضل التميز الذي وصلنا إليه في مجال إكثار الحبارى، أصبح بمقدورنا اليوم نقل خبراتنا ومعارفنا المتقدمة إلى مشاريع أخرى تعمل في دول انتشار طائر الحبارى من أجل الحفاظ عليه وحمايته، وهو ما سينعكس إيجابياً على فرص ازدهار مجموعات الحبارى البرية مستقبلاً. وقام «الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى» العام الماضي بخطوة مشابهة تمثلت في إطلاق 1000 حبارى آسيوية في دولة قطر في مناطق محمية.
وفي عام 2013 قدم الصندوق أيضاً مجموعات من الطيور لكلٍ من دولة الكويت والجمهورية اليمنية، ضمن عملية منسقة لاستعادة مجموعات الحبارى البرية المستوطنة في منطقة شبه الجزيرة العربية، والتي كانت في طور التناقص الحاد نتيجة الممارسات غير القانونية والصيد غير المنظم وانحسار الموائل الطبيعية.