بدأ المستخدمون حول العالم في البحث عن بدائل لخدمة التواصل الشهيرة "واتس أب" بعد استحواذ موقع "فيسبوك" عليها خوفا على سرية بياناتهم والتطلع للحفاظ على الخصوصية.
وساهم تعطل الخدمة في التطبيق لمدة 4 ساعات في جميع أنحاء العالم، مساء السبت، في دفع المزيد من المستخدمين في التفكير لاستخدام تلك البدائل.
وبدأ المستخدمون في ألمانيا بالتوجه نحو البدائل مفضلين خدمة سويسرية حديثة تدعى "ثريما"، إذ تضاعف في أقل من 24 ساعة عدد مستخدميها، وأصبح التطبيق المدفوع على قمة قوائم التطبيقات المدفوعة في متجر أبل "أب ستور" في ألمانيا.
ويبدو أن الخصوصية هي التي دفعت الألمان للبدء في الابتعاد عن "واتس أب"، إذ يعتبر العامل الأمني من أهم مزايا خدمة "ثريما"، التي تعتمد على تشفير رسائل المستخدمين بطريقة يستحيل معها حتى للموظفين القائمين على الخدمة الإطلاع على محتوى المحادثات والرسائل، حسب زعم الشركة، التي تمتلك 3 موظفين فقط لإدارة الخدمة.
وبالرغم من تأكيد "واتس أب" على حماية خصوصية مستخدميه، وأيضا وعود المالك الجديد للخدمة بعدم تغييرها، إلا أن المستخدمين الألمان يبدو غير واثقين باستخدام خدمة يملكها "فيسبوك"، لاعتماده على الإعلانات في جني أرباحه، علما أن "واتس أب" تمتلك 30 مليون مستخدم بألمانيا.
يشار إلى أن"ثريما" اكتسبت بعد صفقة الاستحواذ أكثر من 200 ألف مستخدم جديد، يشكل المستخدمين الألمان نسبة 80% منهم.
أما أكبر البدائل المستفيدة من صفقة شراء "فيسبوك" لخدمة "واتس أب" نظير 19 مليار دولار، فكان برنامج "تيليغرام" الروسي، الذي حصل على نصف مليون مستخدم جديد بعد إتمام الصفقة بيوم واحد.
ويشبه البرنامج الذي طوره نيكولاي وبافيل دوروف إلى حد كبير برنامج "واتس أب"، إذ يتوافق مع نظامي "أندرويد" و "iOS"، وبينما يقدم "واتس أب" الخدمة نظير دولار واحد سنويا بعد فترة تجريبية مجانية لمدة 12 شهرا، فإن "تيليغرام" يقدم خدمة مجانية طوال العمر.
واستطاع التطبيق تحقيق أرقام ملحوظة، فحسب الحساب الرسمي للتطبيق على "تويتر" فقد أصبح البرنامج الأهم في دول مثل سويسرا والنمسا والمكسيك وألمانيا وهولندا ودول أخرى،
ووصل معدل المستخدمين الجدد إلى 800 مستخدم يوميا، من بينهم 200 ألف مستخدم من إسبانيا بمفردها.
ويمكن لموقع فيسبوك أن يطمئن في الوقت الحالي، فرغم الأرقام الكبيرة التي يعلنها المنافسون لـ"واتس أب"، إلا أنها لا تمثل خطرا حقيقيا على الخدمة التي يبدو أن أغلبية مستخدميها راضين عن الخدمة، فحتى إن صحت الأرقام التي أعلنها "تيليغرام" بعد صفقة الاستحواذ فإنها لا تمثل سوى 0.1% من إجمالي قاعدة مستخدمي "واتس أب" النشطة.