يتفق رؤساء الأندية السعودية مع رئيس رابطة دوري المحترفين السعودي محمد النويصر على فتح باب المنافسة أمام مختلف القنوات الفضائية للحصول على حقوق النقل التلفزيوني لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين.
ويولي الطرفان حرصا شديدا على أن يتم البيع للقناة التي سيتميز إنتاجها بالجودة العالية مع تقديم عرض يزيد عن 300 مليون ريال في السنة، لأن عائد حقوق البث يجب ألا يقل عن 70% من دخل الأندية، لتستطيع تسيير شؤونها.
وشدد رئيس نادي الفيصلي فهد المدلج على أهمية فتح باب المنافسة أمام جميع القنوات الفضائية الراغبة في شراء حقوق نقل الدوري السعودي بغض النظر عن جنسيتها، لا سيما أن كثيرا من الشركات العالمية دخلت في إنجاز مشاريع عدة في المملكة خارج المجال الرياضي لأن الجودة والعائد أمران مهمان للغاية، والمملكة اليوم عضو في منظمة التجارة العالمية إلا إذا كان هناك حظر لشركات لأسباب معينة فيمكن أن تستثنى".
وبخصوص التجديد للقنوات الرياضية السعودية، قال "سيقل العطاء لأنها لن تدفع أكثر من 300 مليون ريال، كما أن الرأي العام سيتأجج لاختيارها ويبدأ الدخول في الذمم، لذا أؤيد فتح باب المنافسة أمام الجميع الذين يتميزون بالجودة العالية للنقل، فالعائد هو لأندية الوطن وشباب الوطن".
من جانبه، أبدى رئيس نادي الرائد عبدالعزيز المسلم رضاه عن القنوات الرياضية السعودية، لكنه بدا غير راض عن العائد القليل منها، وقال "التنافس سيكون في صالح اتحاد القدم والرابطة والأندية التي تعاني الشح المالي والأزمات الخانقة، ونحن في النهاية يعنينا العائد المالي الذي يجعل إدارات الأندية قادرة على تسيير أمورها، فالدخل من النقل التلفزيوني والرعاية لا يكفي لأنه لا يتجاوز 8 ملايين ريال، بينما النادي يحتاج إلى أكثر من 20 مليونا في السنة".
وأضاف "رفعت خطابا لطلب الاجتماع مع رئيس رابطة دوري المحترفين السعودي محمد النويصر لمناقشة الأمور المالية والمشاكل المتعلقة بهذا الشأن لأن النقل التلفزيوني يجب ألا يُرسى على قناة دون الرجوع لأعضاء الرابطة والاطلاع على رأيهم في الأمر".
من جهته، يرى رئيس نادي التعاون محمد القاسم أن النقل التلفزيوني لا زال غامضا وأنه يجب أن تكون الكراسة المقبلة مدروسة من قبل أعضاء الرابطة، داعيا إلى ضرورة الانتهاء من النظام الأساسي للرابطة حتى تكون قادرة على اتخاذ قرار النقل التلفزيوني.
وقال "هذا حق مشروع لأعضاء الرابطة، وليس له علاقة باتحاد الكرة، ويجب إنهاء النظام الأساسي للرابطة ليتم اتخاذ القرارات عن طريق التصويت لا بصفة شخصية، فلو رسى النقل على شركة تجارية لن نعرف من سيكون مسؤولا عن التوقيع أو الفسخ، والنظام الأساسي لم يصدر حتى اليوم، وهنا ستكون "الرابطة" خارج الحسابات على اعتبار أن إرساء النقل تم قبل وضع النظام لأنه من غير الممكن اتخاذ قرار من جهة ليس لديها نظام، وكيف سيتم محاسبتها، وهي ليست المرجع في توقيع العقد".
ويضيف "أشعر أن التوجه سيكون نحو اختيار قنوات مملوكة لسعوديين مثل (لاين سبورت و إم بي سي وروتانا والعربية والتلفزيون السعودي)، وأتوقع أن يكون هناك تحالف بين عدة قنوات لإنشاء قنوات رياضية، لكن الخيارات ستكون محدودة، والدولة أعلم بالمصلحة بحكم عدم وجود خصخصة للأندية وأنها لا زالت تخضع لملكيتها، وشخصيا أتمنى أن تقدم القنوات الرياضية السعودية عرضا قويا لتجديد عقدها يضمن حقوقا كبيرة للأندية".
ويأمل رئيس نادي نجران هذيل آل شرمة الاطلاع على المناقصة وعلى العروض المتوافرة وأن يكون هناك رأي للأعضاء، ويقول "70% من دخل الأندية مصدره حقوق النقل التلفزيوني لمباريات الفرق أي الدخل الأول والأساسي، وأتمنى أن يتم إرساء النقل على القناة التي ستدفع أكبر عقد بغض النظر عن جنسية هذه الجهة، فالعائد المالي هو الأهم".
وفي هذا الشأن، يؤكد رئيس رابطة دوري المحترفين محمد النويصر حرص الرابطة على أن يكون العائد من النقل التلفزيوني أعلى ما يمكن، وأن يتسم الإنتاج بالجودة وتظهر الشاشة بالوضوح لأن الأندية في حاجة ماسة إلى المال وهي تعاني كثيرا من أزمات خانقة.
وقال "كل موسم يزداد وضع الأندية سوءا لأن الدخل المالي ضعيف رغم أننا استطعنا في الفترة الماضية رفع عقد رعاية الدوري بزيادة بلغت 60% وأصبح دخل الرابطة من دوري جميل للمحترفين 120 مليون ريال، ومن قيمة النقل التلفزيوني 150 مليون ريال، بينما يجب أن يكون ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، ففي الدوريات الكروية يعد النقل التلفزيوني أكبر مصدر دخل للأندية ثم تأتي الرعاية وأسعار التذاكر والمنتجات".
وتابع "يجب أن تكون جودة الشاشة عالية والناقل يحظى بمتابعة لترتفع قيمة الإعلان ويزداد عدد المعلنين على رعاية الأندية وشراء لوحاتها. القنوات الرياضية السعودية، تجد أعلى نسبة متابعة تتم خلال المباريات لكنها تفتقر إلى المتابعين بعد انتهائها، فيما القنوات الأخرى تحتفظ بمتابعين طوال الأيام.
والمفروض أن يبدأ الإعلان من قبل أن تبدأ المباراة حتى بعد أن تنتهي باتفاق على القيمة بين الرابطة والشركة الناقلة. وأيضا قيمة الإعلان في القنوات الرياضية السعودية منخفضة مقارنة بقيمة الإعلان على لوحات الملاعب وقمصان اللاعبين، الأمر الذي يجعل المعلن بدلا من أن يتجه إلى اللوحات يعلن في الأرخص وهو التلفزيون. ولا بد من حفظ حقوق الرعاة بعدم بث إعلانات شركات منافسة لنفس المنتج. كما أن كثرة الإعلانات على القنوات تقلل القيمة، بينما يجب رفع قيمة الإعلانات وتحديد نوعية معينة من المعلنين".
وشدد النويصر على أنه يكن كل احترام للقنوات الرياضية السعودية كناقل وطني، لكنه من جانب آخر، يؤكد أن الأندية هي أيضا وطنية وتحتاج إلى مساندة حتى يستمر الدوري السعودي قويا ولا يقل مستواه أمام الشباب وهم من الوطن كذلك، فيتجهون إلى متابعة دوريات أخرى بعدما تم اجتذابهم في الفترة الأخيرة للدوري المحلي.
وأوضح أن المال مهم كي تتمكن الأندية من التعاقد مع لاعبين محترفين محليين وأجانب ومع أجهزة فنية وطبية على مستوى عال، فعدم توافر المال يجعلها لا تعمل.
وختم "نؤيد أن تدخل قنوات مملوكة لسعوديين ونسعى لفتح الباب لهذه الشركات لرفع قيمة الدخل".