اجتمع وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الثانية في أقل من 12 ساعة يوم الثلاثاء في اطار جهود لانقاذ محادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين.
وتخلى كيري عن برنامج جولته أمس الاثنين ليسافر إلى القدس ثم سافر إلى أوروبا مرة اخرى بعد محادثاته التي أجراها في الصباح الباكر مع نتنياهو.
ولم ترد على الفور أنباء عن تحقيق انفراجة وقال مسؤول فلسطيني إن كيري قد يعود إلى المنطقة يوم الأربعاء ليلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وبدا أن المفاوضات على شفا الانهيار في مطلع الاسبوع عندما امتنعت اسرائيل عن المضي قدما في تنفيذ وعدها بالافراج عن عشرات السجناء الفلسطينيين.
وتريد اسرائيل ضمانات بأن الفلسطينيين سوف يلتزمون بمواصلة المحادثات التي تهدف إلى انهاء صراع الشرق الأوسط المستمر منذ عقود عندما تنتهي في 29 ابريل نيسان مهلة أولية للتوصل إلى اتفاق.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن التوصل إلى اتفاق يسمح بأن تستمر المفاوضات يمكن أن يشمل الافراج عن جوناثان بولارد الذي أمضى أكثر من 25 عاما في سجن بالولايات المتحدة لادانته بالتجسس لصالح اسرائيل.
وقال مسؤولون إنه يجري مناقشة تجميد البناء في المستوطنات الاسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة وهي أراض يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها هي وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وذكرت مصادر قريبة من المحادثات طلبت عدم الكشف عنها أنه بموجب الترتيب المقترح سيتم الافراج عن بولارد قبل عطلة عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ في غضون اسبوعين.
وتقول المصادر إن اسرائيل ستمضي قدما في تنفيذ وعدها بالافراج عن مجموعة رابعة من السجناء الفلسطينيين هي الأخيرة من بين 104 فلسطينيين تعهدت بالافراج عنهم في اطار اجراء لبناء الثقة أدى الى استئناف المحادثات في يوليو تموز.
وقال مصدر إن كيري يريد من نتنياهو أن يدعو إلى اجتماع للحكومة اليوم الثلاثاء للموافقة على الاتفاق المقترح. وامتنع مسؤولون اسرائيليون عن التعليق.
ولطالما عارضت أجهزة المخابرات الامريكية الافراج المبكر عن بولارد الذي أقر بأنه مذنب في عام 1987 في اتهامات بالتجسس لحساب اسرائيل وقال مسؤولون أمريكيون إنه لم يتخذ قرار بشأن الافراج عنه حتى الآن.
وبولارد مواطن أمريكي حصل على الجنسية الاسرائيلية في عام 1995 ومن المنتظر أن يصير مؤهلا لصدور أمر مشروط لإطلاق سراحه العام المقبل ويمكن أن تقدم عودته المبكرة فرصة لنتنياهو قد يحتاجها لاقناع المتشددين في ائتلافه الذين يعترضون على الافراج عن مزيد من السجناء الفلسطينيين.
غير أن وزير الاسكان الاسرائيلي أوري أرييل قال اليوم الثلاثاء إنه سيعارض أي اتفاق مماثل وصرح لراديو الجيش بأن بولارد نفسه يعارض أن يكون ضمن صفقة لمبادلة سجناء.
وقال أرييل "أبلغت بصفة شخصية بأنه يعارض الافراج عنه في اطار مثل هذا الاتفاق المخزي." وأضاف أن بولارد يستحق حرية غير مشروطة والا تتم مبادلته "بقتلة" فلسطينيين.
وعقد كيري - الذي زار المنطقة أكثر من عشر مرات في غضون ما يزيد قليلا على عام وهو يسعى للتوصل إلى اتفاق سلام - محادثات منفصلة لدى وصوله إلى القدس مع نتنياهو وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.
وتحول محور مهمته فيما يبدو من التوصل إلى اطار اتفاق بحلول 29 ابريل نيسان يشمل مباديء عامة لاتفاق سلام نهائي إلى مجرد استمرار المحادثات بين الجانبين بعد انتهاء المهلة المحددة.
ومن المقرر أن يزور كيري بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء لحضور اجتماع وزاري للدول الأعضاء في حلف شمال الاطلسي سيركز على أوكرانيا وأفغانستان.