أقدم "مقيم عربي" وعصابته على انتحال شخصية مدير الأمن العام، ومدير الجوازات، من أجل استخدام اسميهما ومنصبيهما في عمليات احتيال على تجار ورجال أعمال من "أهل القلوب الرحيمة"، وكذلك القيام بعمليات غسيل أموال وتشكيل عصابة للنصب والاحتيال.
وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة بالمحكمة الجزائية بجدة، أن تحقيقات هيئة التحقيق والادعاء العام، كشفت عن تورط موقوف بسجون جدة على ذمة قضايا أخرى بمخالفة أحكام نظام مكافحة غسل الأموال بتحويل وتلقي أموال عن طريق حسابه البنكي خارج المملكة ناتجة من مصدر غير مشروع وهو عمليات النصب والاحتيال من خلال تشكيل عصابي منظم.
وأشارت التحقيقات إلى رصد معلومات عن قيام عصابة مكونة من عدة أشخاص من جنسيات مختلفة، بانتحال شخصية مدير الأمن العام، ومدير عام الجوازات، وشخصيات عسكرية بأسماء وهمية، وإرسال رسائل نصية للتجار من عدة هواتف بأرقام مختلفة تطالب بالتبرع لأعمال خيرية وأسر محتاجة، حيث يقوم المتهم بتزعم تلك العصابة، ومن ثم يتم إرسال شركائه الآخرين لاستلام المساعدات المالية نقداً أو يتم طلب تحويلها لحسابات بنكية عائدة لهم أو لأشخاص آخرين مكلفين من قبلهم باستلام تلك المبالغ ويتم تقسيم تلك المبالغ بينهم.
زعيم العصابة الموقوف ضبط معه عند تفتيشه جهاز هاتف جوال، ودفتر مدون به أرقام مؤسسات وشركات ورجال أعمال، وكشف زعيم العصابة خلال التحقيقات أنه تعرف على شريكه الآخر في حي البلد منذ 15 عاماً، واستمرت علاقتهما ببعض خلال الاتصالات الهاتفية، ومن خلال الاتصالات تم الاتفاق بينهما على جمع أرقام هواتف التجار ورجال الأعمال، ومن ثم الاتصال عليهم منتحلين صفة شخصيات رسمية.
وكشف زعيم العصابة ـ بحسب التحقيقات ـ عن أن حالته المادية السيئة اضطرته للتقدم بطلب مساعدات من التجار وبعض الشخصيات المعروفة، ولكن قوبلت طلباته بالرفض وكان يجد صعوبة في مقابلتهم، مما دفعه إلى انتحال شخصية أحد الضباط وكان يفترض أسماء من مخيلته بألقاب عائلات معروفة، مما سهل له مقابلة التجار، والتحصل منهم على أموال والتربح من جراء عمليات النصب والاحتيال وانتحال الشخصيات، وكان يستخدم في بعض الأحيان الطرق الكتابية عن طريق عقود إيجار وهمية وتقديمها للتجار، وكان يقوم بالاتصال على التجار شخصياً ويدعي أنه أحد الضباط وكان يجد ترحيباً منهم فاستغل تلك الظروف لطلب مساعدات وإعانات.
وبين زعيم العصابة أن طريقة النصب والاحتيال تطورت بعد ذلك، حيث أصبح يقابل بعض النساء أمام مكاتب التجار فيتفق معهم على أن يعرض احتياجاتهن على التجار بشكل سريع لصرف المعونات والمساعدات لهن مقابل مبالغ مالية يتحصل عليها.
وأشار في التحقيقات إلى أنه تعرف بعد ذلك على شخص آخر وتم التعاون بينهما في عمليات النصب والاحتيال والتوسع فيها، إلى أن قبض عليه بتهمة انتحال شخصية وتم الحكم عليه وترحيله من المملكة، وأفاد أنه بعد ترحيله استمر في ممارسة أعمال النصب والاحتيال وانتحال الشخصيات من بلده.
وأشار المتهم إلى أنه عاد للمملكة عن طريق العمرة، وتم القبض عليه بسبب قضايا نصب واحتيال أخرى، وبدأ يمارس النصب والاحتيال على التجار من داخل السجن.