أكد عدد من المواطنين أن شروط إيجار الشقق بالعمارات الجديدة أصبحت تعجيزية، لافتين إلى أنها تحاكي شروط الوظائف المرموقة، بل تشبه الطلبات التي تشترطها الفتاة الحسناء في زوج المستقبل، مشيرين إلى أنه على الرغم من وجود عدد كبير من العمارات الخالية في جدة، مرّّ على بنائها عام أوعامان، إلّا أن أصحابها يفضلون أن يسكنها الأشباح، بدلا من التيسير على الراغبين في سكناها!.
ورصدت «المدينة» عددا من تلك العمارات في أحياء عدة بجدة، ففي حي المشرفة 1 - 4 - وسط جدة - توجد ما بين 5-6 عمائر جديدة خالية من المستأجرين، حيث أكد عدد ممن يقطنون جوارها إلى أنها خالية منذ ما يزيد على عام، مشيرين إلى أنهم يشاهدون عددا غير قليل من الراغبين في الاستئجار يترددون عليها بين وقت وآخر.
تقاذف المسؤولية
وعزا بعض المواطنين والمقيمين تلك الظاهرة إلى تعنت المالك وفرضه شروطا يصعب توافرها إلا في فئة قليلة، فيما أرجع الملاك والموظفون في مكاتب تـأجير العقارات السبب في تأخير التأجير إلى رغبتهم في التدقيق لاختيار المستأجر المناسب، الذي لا يسبب لهم متاعب فيما بعد، حسب وصفهم.
وأشار المواطن ياسر علي، في العقد الرابع من عمره، إلى أنه انتظر بفارغ الصبر الانتهاء من بناء إحدى العمائر الجديدة في حي المشرفة، مبينا أنه توجه للمكتب المسؤول عنها رغبة في الاستئجار، قائلا:»فوجئت بقائمة الطلبات التي طلبت مني، لكني وفرتها لهم»، لافتا إلى أنه وجد نفسه ضمن قائمة انتظار طويلة.
وقال:»على الرغم من أن الموظف المسؤول وعدني بالاتصال بي، إلا أنه مرّ حتى الآن ما يزيد على ستة أشهر ولم يتصل»، معربا عن صدمته لأن العمارة لا تزال خاوية حتى الآن، ولم يفز أحد بنصيب السكنى فيها.
إجراءات معقدة
أما عبدالعزيز الجعيدي، أحد سكان حي الكندرة -جنوب جدة- فطالب راغبي الاستئجار في الحي بالصبر الجميل، قائلا:»لا ينالها إلا ذو حظ سعيد».
وأضاف : « إنه حينما رأى منذ عام لوحة للإيجار موضوعة على عمارتين متجاورتين قرب باب مكة وتطلّان على شارع الستين، تشير إلى احتوائهما على وحدات سكنية تتراوح ما بين غرفتين و3 غرف، حتى اتجه إلى مكتب الخدمات العقارية المسؤول عنها.
طلب قرض
وقال:» طلبوا مني إحضار ورقة تعريف من عملي محدد فيها راتبي الشهري، ومصدّقة من الغرفة التجارية، وصورتين شخصية، وصورة من الهوية، إضافة إلى تعبئة بيانات على أحد النماذج، وعنوان وبيانات الكفيل الغارم وكأنني سأطلب منهم قرضا».
وتساءل والاستغراب يبدو على محياه:»هل استأجر شقة ام أتقدم لوظيفة حكومية، أو الاقتران بأخرى؟»، مضيفا أنهم وعدوه بالاتصال به بعد يوم من التقديم، مشيرا إلى أنه حينما راجعهم للاستفسار عن النتيجة أبلغوه بأن الطلبات تحال إلى الشؤون القانونية بالمكتب ويتولون فرز الطلبات ووضع الأولوية بناء على عدة أمور - رفضوا الإفصاح عنها- مشيرا إلى أن العماراتين لا تزالان بلا سكان!!.
تنظيم الأسرة
فيما أرجع وجدي العمري ظاهرة بقاwء العمارات الجديدة والمجددة خالية لفترات طويلة إلى ارتفاع قيمة الإيجار فيها، مما يدفع المستأجرين إلى العزوف عنها، لافتا إلى أن بعض يشترطون ألا يتجاوزعدد أفراد أسرة المستأجر م 4 أفراد، توفيرا في استهلاك المياه، وعدم إزعاج الجيران، قائلا:»كأنهم يتبنون برنامج تنظيم الأسرة».
ضمانات مبالغة
من جانبه، اعترف أحد المتعاونين مع مكاتب تأجير عقارات – رفض ذكر اسمه- بوجود تعقيدات من قبل الملاك كاشتراط وجود كفيل غارم مما يؤدي إلى إحجام المستأجرين عن الاستئجار.
فيما أكد أحد الموظفين في مكتب خدمات عقارية بجنوب جدة - نحتفظ باسمه- وجود ظاهرة خلو العمارات لفترات طويلة من السكان، قائلا:»من حق المالك أن يتريث كثيرا في تأجير الوحدات الجديدة، خاصة إذا كان يجد عنتًا في تحصيل الإيجارات في عقارات أخرى يمتلكها، ويضطر إلى الشرطة لإجبار المستأجر لإخلاء العقار».
وذكر أن مكتبه مسؤول عن تأجير عمارتين مجددتين في جنوب جدة، بهما 65 شقة، تتراوح عدد الغرف فيهما ما بين 2 إلى 3، مشيرا إلى أن قيمة إيجار الغرفتين 18000 ريال، فيما الـ 3 بـ 20 ألفا، قائلا:»على الرغم من عدم إعلاننا عن بدء التأجير إلا أن طلبات الراغبين في الاستئجار وصلت إلى نحو 300 طلب».
فئة الخمس نجوم
وأضاف في مثل هذه الحالة نقبل طلبات ذوي الدخل العالي لضمان التسديد، لافتا إلى أنهم يتصلون بعمل المتقدم للتأكد من الراتب الشهري، مضيفا أنه كلما كان عدد أفراد الأسرة أقل كان حظ المتقدم أوفر في السكن.
أما العم أحمد، مالك إحدى العمارات شرق جدة ويسكن فيها، فلفت إلى أن عمارته المكونة من 3 طوابق بها 9 شقق، مشيرا إلى أن إيجار الواحدة منها يتراوح ما بين 22 – 25 ألف ريال، مؤكدا أنه يحرص على اختيار المستأجرين، عن طريق المعارف والأقارب، مشترطا القدرة المالية في المستأجرين.