أحدث حزب الجبهة الوطنية المتطرف المفاجأة في فرنسا بعد تصدره نتائج الانتخابات الأوروبية بـ25 بالمئة من الأصوات أمام حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بـ20 بالمئة والحزب الاشتراكي بـ16 بالمئة، حسب نتائج أولية.
أظهرت النتائج الأولية تصدر حزب الجبهة الوطنية – اليمين الفرنسي المتطرف- نتائج الانتخابات الأوروبيةبفرنسا بـ 25 بالمئة من الأصوات أمام حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (اليمين الجمهوري) الذي فاز بـ 20 بالمئة من الأصوات، فيما جاء الحزب الاشتراكي الحاكم في المرتبة الثالثة بـ 14 بالمئة من الأصوات.
وبهذه النتائج يكون اليمين المتطرف الفرنسي قد حقق فوزا غير متوقع بعد ذلك الذي حققه في الانتخابات البلدية التي جرت في شهر مارس/آذار الماضي عندما فاز بـ 10 بلديات.
ووصف رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس فوز حزب مارين لوبان "بالزلزال السياسي". وقال: "فرنسا وأوروبا تعيشان لحظة صعبة وصعبة جدا. تقدم اليمين المتطرف وارتفاع نسبة المقاطعة يعبران عن قلق وتعب الفرنسيين من السياسات المتبعة في أوروبا وفرنسا منذ سنين وتظهر أننا نعيش أزمة ثقة كبيرة". وواصل رئيس الحكومة الفرنسية وعلامات الغضب ظاهرة على وجهه: "نتائج الانتخابات تجاوزت مستوى الإنذار. هي بمثابة زلزال سياسي موجه لجميع المسؤولين السياسيين. فعليهم أن يتحركوا بسرعة".
"الفرنسيون يرفضون القرارات التي تأتي من خارج فرنسا"
وأضاف فالس مخاطبا الفرنسيين: " 8 أسابيع فقط بعد الانتخابات البلدية، عدتم مرة ثانية لتعبروا عن غضبكم وتشاؤمكم. لقد قلتم بأن المشاكل لا تزال عالقة وأنها ثقيلة جدا لتحملها. لقد عبرتم عن الصعوبات التي تواجهونها يوميا من أجل إيجاد فرص العمل وللعيش بشكل محترم".
وأكد فالس أن "الفرنسيين يريدون العيش في أوروبا قوية تكون أكثر تضامنا مع شعوبها وأكثر عدالة بينهما، داعيا إلى مواصلة الإصلاحات التي كشف عنها في خطاباته أمام الجمعية الوطنية والإسراع في تنفيذها بكل شجاعة".
من جهتها، عبرت زعيمة حزب اليمين المتطرف مارين لوبان عن سعادتها وفرحتها بالنتائج التي حصل عليها حزبها. وقالت في تصريح أمام الصحفيين: "أشكر كل الفرنسيين الذين صوتوا لصالح حزبنا. لقد أرادوا بهذا التصويت توصيل رسالة مفادها أنهم يريدون إدارة شؤون بلادهم بأنفسهم وأن يتحكموا في مستقبلهم". وواصلت: "الفرنسيون يرفضون القرارات التي تأتي من خارج فرنسا أو أن يدير شؤونهم موظفون لم يواجهوا صناديق الاقتراع".
وأشارت أن حزب الجبهة الوطنية أصبح اليوم الحزب الأول في فرنسا، داعية في الوقت نفسه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بشكل غير مباشر إلى الأخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات الأوروبية وتغيير تركيبة الجمعية الوطنية لتكون أكثر تجانسا مع القوى السياسية المتواجدة على الأرض.
غضب الشعب الفرنسي
وواصلت لوبان: "النضال من أجل فرنسا كبيرة وقوية يجب أن يكون قاسمنا المشترك. علينا أن نتوحد. لا يمكن بناء الاتحاد الأوروبي ضدنا وضد الشعوب التي تعيش فيه. علينا أن نبني أوروبا الشعوب وإذا كانت ألمانيا القلب الاقتصادي النابض ففرنسا هي القلب السياسي النابض أيضا".
هذا، و في مقر الجبهة الوطنية في ضاحية "ناننير" تم تعليق لافتات كتب عليها "حزب الجبهة الوطنية هو الحزب الأول في فرنسا".
وإلى ذلك، انتقد رئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض جان فرانسوا كوبيه التصريح الذي أدلى به رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس. وقال "بأنه لم يتناسب مع الخيارات الانتخابية التي قام بها الفرنسيون. وأشار أن الحكومة ورئيسها لم يأخذان بعين الاعتبار مطالب الفرنسيين وهما يرتكبان نفس الأخطاء منذ سنتين".
فوز المحافظين بغالبية الأصوات في البرلمان الأوروبي
وأوضح أن "نتائج الانتخابات الأوروبية والنسبة القليلة من الأصوات التي حصل عليها الحزب الاشتراكي تعبر عن سوء تسيير الشؤون الفرنسية من قبل الأغلبية الحاكمة". وأضاف إن على ضوء النتائج حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية هي الجمعية السياسية الوحيدة القادرة غدا على اقتراح سياسة أخرى للفرنسيين، لكن شرط أن يواصل بناء الثقة التي تربطه بهم. وبشأن فوز اليمين المتطرف، أكد كوبيه أن هذا يعبر عن الغضب الكبير الذي يشعر به الشعب الفرنسي.
من ناحيته، دعا السكرتير الأول للحزب الاشتراكي جان كريستوف كومبادليس الاتحاد الأوروبي إلى التكفل بمشكلة البطالة والتنمية المستدامة وأن يكون أكثر ديمقراطية وأكثر تضامنا مع الأوروبيين وأقل تقشفا في سياسته الاقتصادية وأقل بيروقراطية.
أوروبيا، تصدر محافظو "الحزب الشعبي الأوروبي" الانتخابات الأوروبية بفوزهم بـ211 مقعدا في البرلمان الأوروبي المقبل، متقدمين في ذلك على الاشتراكيين (193 مقعدا)، بينما قد تصل حصة المناهضين لأوروبا إلى نحو 130 مقعدا، كما أفادت تقديرات أولية نشرها البرلمان الأوروبي مساء الأحد