أدى عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيسا جديدا لمصر وذلك بعد فوزه الكاسح في الانتخابات التي جرت في مايو/ايار الماضي.
وتلا السيسي، الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع، نص اليمين أمام قضاة المحكمة الدستورية العليا قبل أن يبدأ في استقبال وفود الدول التي دعيت للمشاركة في حفل التنصيب.
واتجه السيسي بعد أداء القسم إلى قصر الاتحادية شرقي القاهرة لتسلم السلطة من خلفه الرئيس عدلي منصور.
ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة إن هذه أول مرة يسلم فيه رئيس منتهية ولايته مقاليد الرئاسة لرئيس منتخب.
واتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة ونشرت آلافا من قوات الشرطة والجيش في المواقع الهامة بالعاصمة القاهرة لتأمين مراسم تنصيب السيسي.
وكان السيسي وصل إلى قاعة المحكمة كما وصل إليها أعضاء المحكمة الدستورية في ضاحية المعادي جنوبي القاهرة.
كما يشارك في هذه المراسم رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، ومسؤولين حكوميين سابقين مثل عمر موسى والأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي وشيخ الأزهر، أحمد الطيب والبابا تواضروس.
وكان السيسي حقق فوزا ساحقا في انتخابات الشهر الماضي بحصوله على نحو 97 في المئة من أصوات الناخبين مقابل 3 في المئة حصل عليها منافسه الوحيد حمدين صباحي.
يذكر أن نسبة الإقبال على الانتخابات التي قاطعتها بعض القوى والتيارات الشبابية ومن بينها حركة 6 أبريل لم تتعد 50 في المئة من عدد الناخبين.
وبالرغم من تلك النسبة، فقد خرج الآلاف إلى شوارع المدن المصرية للاحتفال بتنصيب السيسي رسميا رئيسا للبلاد حسبما تقول مراسلة بي بي سي في القاهرة اورلا غيرين.
وأضافت المراسلة أن السيسي ورث أمة منقسمة على ذاتها ومنهكة.
ونقلت مراسلتنا عن خبراء تحذيرهم من أن السيسي قد يواجه احتجاجات حاشدة ويلاقي مصير سابقيه إذا لم ينجح خلال العامين المقبلين في تحقيق الوعود التي أطلقها.
وكان السيسي قرر التخلي عن منصبه في وزارة الدفاع في أواخر مارس / اذار الماضي للترشح في انتخابات الرئاسة.
وعزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي في 3 من يوليو/تموز الماضي استجابة لاحتجاجات شعبية ضخمة ضد حكمه.
وتعهد السيسي عقب إعلان فوزه في كلمة متلفزة بالعمل على تحقيق "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية" للمصريين.
وقال إن تحقيق "العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتاعية" يحتاج إلى أن يتعاون المصريون ويعملون معه.
ويواجه السيسي تحديات عدة على رأسها إصلاح الاقتصاد المتدهور والفقر ومنع أي أزمات سياسة جديدة.
وتعهد السيسي أيضا بمواجهة الإرهاب والتصدي لأي أعمال عنف تهدد البلاد التي شهدت تصاعد هجمات مسلحين في أعقاب الإطاحة بالرئيس مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها الحكومة المصرية " تنظيما إرهابيا".
ويحاكم مرسي وقيادات بارزة في جماعة الاخوان في قضايا عدة بتهم مختلفة من بينها التخابر مع جهات أجنبية والتحريض على القتل وأعمال العنف.