تدخلت لجنة مكلفة في التحقيق من صحة إجراءات منح نحو 4700 مواطن أراضي سكنية في مخططات ولي العهد جنوب مكة المكرمة كانت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد قد وصفتها بغير النظامية، حيث صدرت أوامر بإيقاف تلك المنح والبدء في التثبت من صحة الإجراءات لاسيما مع تمسك أمانة العاصمة المقدسة بموقفها وتأكيدها في بيان سابق ردت فيه على «نزاهة» أن موقفها قانوني ولم تخالف التعليمات مطلقا.
وكانت أمانة العاصمة المقدسة قد تحركت فور صدور الأمر الملكي بتحويل المنح لوزارة الإسكان في منتصف عام 1434هـ قد لمنح أراضي في مخططات ولي العهد رقم 9 ما رأته جهات رقابية بالتجاوز فيما علمت «عكاظ» من مصادرها أن اللجنة المكلفة بالبدء في التحقيق ستخضع كافة ملفات تلك المنح للتحري السري وستفتح طريقة التقديم عليها سابقا فيما ستتحرى من صحة ما تداول عن أن أقارب مسؤولين قياديين في الأمانة حازوا على منح ذوي الدخل المحدود.
من جهته، فضل أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار عدم التعليق عن هذا الموضوع حاليا وقال مكتفيا لـ«عكاظ»: «هذا الأمر قد التحقيق والتثبت ولا أفضل الحديث عن تفاصيله حاليا، لكن ما أود قوله إن إجراءات المنح التي تمت سليمة ولا نظامية لكن سنترك الحديث لحين الانتهاء من كافة التحقيقات».
وفي هذا السياق، أوضح نشأت علي بقوله «منحت قطعة أرض من قبل أمانة العاصمة المقدسة قبل نحو سنوات وفي حينه فرضت علي رسوم إضافية قدرها 14 ألف ريال بسبب زيادة في أمتار القطعة وحينما حولت المعاملة إلى كتابة عدل لإصدار الصك، جرى إبلاغي بتعذر إفراغ الأرض، داعيا إلى ضرورة إفراغ الأرض أو تعويضه في مكان آخر».
وفي ذات الشأن، قال ماجد النعثلي «جرى منحي قطعة أرض في مخطط (9) قبل نحو عامين وحتى الآن لم أستلم الصك الشرعي الذي يملكني القطعة»، مشيرا إلى أن المعاملة حولت بشكل رسمي لكتابة عدل الأولى لإفراغ الصك باسمي ولكن فوجئت برفض إفراغ القطعة بحجة عدم اكتمال شرط البناء، مبينا أنه لم يستطع إكمال شرط البناء بسبب هوامير الأراضي لافتا إلى أنه قام ببناء سور على منحته، ولكن تم هدمه من قبل لصوص الأراضي الذين يزعمون أنها لهم مطالبا أمانة العاصمة المقدسة بتحرير هذه المنح التي أصبحت هاجسه الذي يفكر ويطمح فيه لبناء منزل العمر.
ومن جانبه، قال مفرح الشهراني إن مخطط «9» به نحو 30 ألف قطعة أرض، مشيرا إلى أن البلدية منحت منه نحو خمسة آلاف قطعة أرض بوثائق مؤقتة حتى يتم استخراج صكوك الاستحكام من كتابة عدل الأولى موضحا أنه لم يتمكن من إفراغ أرضه بحجة عدم اكتمال شرط البناء مع أن المنطقة لا تتوفر بها بنى تحتية حتى تصل إليها مواد البناء والآليات التي تستخدم لغرض البناء.
وبين الشهراني أنه أجل قرض الصندوق حتى يخرج صك الأرض التي منحت له من قبل أمانة العاصمة المقدسة مطالبا المسؤولين بإفراغ صك منحته؛ لأنه في حاجة مساسة لبناء منزل العمر عليها وهو حلم طال انتظاره ويتمنى أن يتحقق ويتم إفراغ قطع الأراضي في المخطط حتى يرتاح أصحاب المنح من الهواجس التي تلاحقهم.
ومن جانبه، بين خالد غرم الله أنه منح قطعة أرض في مخطط تسعه فئة «ب» ولكن وفقا لقوله فإنه حتى الآن لم يحرر صكه، مطالبا بمحاسبة من يقف وراء تأخير صكوك المواطنين من لصوص الأراضي الذين يعرقلون آليات العمل في هذا المخطط، حيث إن جميع أصحاب المنح في انتظار إفراغ قطع الأرض حتى يتمكنوا من البناء والهروب من مسلسل الإيجار الذي يرهقهم.
بدوره، اتفق كل من حمود المقاحصي وسعود العتيبي وسالم المالكي حول عدم إفراغ منحهم التي داخل حدود الحرم، مشيرين إلى أن أسعار قطعهم داخل حد الحرم تتجاوز 900 ألف ريال بينما لو يمنحون في مخطط تسعة وفق أقوال البلدية لا تصل أسعارها 300 ألف ريال بسبب عدم وجود بنية تحية في المخططات وكذلك بسبب خروجها خارج نطاق حد الحرم.
