قالت الأمم المتحدة يوم السبت إن عشرات الآلاف من الأطفال في جنوب السودان قد يلقون حتفهم هذا العام إذا لم تصلهم مساعدات من وكالات المعونة وناشدت المجتمع الدولي تقديم أكثر من مليار دولار لمساعدة المتضررين من حرب أهلية مستمرة منذ ستة أشهر.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر إن القتال الذي اندلع في ديسمبر كانون الأول أدى إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون شخص عن بيوتهم وإن سبعة ملايين يواجهون خطر الجوع والمرض.
وقال في بدء خطة لدعم 3.8 مليون شخص "سيستمر الوضع في التدهور إذا لم ينته القتال ويتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم واستئناف معيشتهم." ومضى يقول "العواقب قد تكون جسيمة: 50 ألف طفل قد يموتون هذا العام إذا لم يحصلوا على مساعدات."
وانتهكت القوات الحكومية التي تدعم رئيس جنوب السودان سلفا كير والجنود الموالون لنائبه المعزول ريك مشار أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار والمبرم في مايو أيار بعد ساعات من سريانه. ويؤدي استمرار إراقة الدماء إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب السودان.
وقال لانزر إن موسم الأمطار بدأ وإن أوضاع سكان جنوب السودان تتدهور يوما بعد يوم.
وقال "الكوليرا تفشت والملاريا منتشرة على نطاق واسع ويعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية ويحتاج ملايين الناس رعاية صحية طارئة وغذاء ومياه نظيفة وصرف صحي ملائم ومأوى خلال هذا العام."
وأضاف أن جماعات المعونة ترعى الآن 1.9 مليون شخص وجمعت 740 مليون دولار من إجمالي 1.8 مليار دولار مطلوبة بحلول ديسمبر كانون الأول لمعالجة الأزمة الإنسانية.
وقال "هذا يترك فجوة تزيد على مليار دولار -أو تعادل دولارا ونصف دولار في اليوم لكل شخص يحصل على مساعدات. سيكون في مقدورنا بذل المزيد مع وجود موارد كافية."
ووفقا لخطة استجابة أعدها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة لجنوب السودان ونشرت يوم السبت فإن عدد النازحين في جنوب السودان سيصل بحلول ديسمبر كانون الأول إلى 1.5 مليون شخص وإن أكثر من 835 ألفا سيطلبون اللجوء إلى دول مجاورة.
وقال لانزر للصحفيين في جوبا عاصمة جنوب السودان إنه حتى لو تم التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار فإن القتال والنزوح أديا بالفعل إلى "تدمير حياة ملايين الأشخاص"