فيما تمكن عدد من الشركات الموردة للحليب الصناعي من اختراق المنشآت الصحية بالمدينة المنورة، والتواجد في عيادات طوارئ الأطفال بالمستشفيات الحكومية، رغم منع وزارة الصحة ذلك، وتحذيراتها من استخدام المنشآت الصحية للترويج لهذه المنتجات، دعما للرضاعة الطبيعية، أكدت الشؤون الصحية بالمدينة المنورة التحقيق مع طبيب خالف الأوامر، وسمح بتواجد هذه الدعايات في عيادة الطوارئ في مستشفى النساء والولادة.
وأزعج وجود الإعلان الذي تروج له إحدى شركات إنتاج الحليب الصناعي في عيادة استقبال الأطفال في مستشفى النساء والولادة بالمدينة إدارة الشؤون الصحية بالمنطقة، ووعدت بالتحقيق مع الطبيب الذي سمح بوجود هذه الملصقات داخل عيادته، مخالفة للتعليمات.
وأوضحت مصادر لـ"الوطن"، أن "دعاية الحليب الصناعي غزت المراكز الصحية عن طريق عدة وسائل، منها توزيع اللوحات الإرشادية والتعليمية، والمستلزمات المكتبية على الأطباء والممرضات بالمستشفيات، وإقامة حفلات خاصة من حين لآخر لعدد من الممرضات اللآتي يساعدن المندوبات في ترويج المنتج الصناعي".
وأضافت أن "بعض المراكز الصحية في المدينة المنورة منحت مندوبات شركات الحليب الصناعي صلاحية مقابلة الأمهات والمراجعات بها للترويج لمنتجاتها، وإخضاع الأطفال للفحص، وقياس الحرارة، والوزن، والطول، تحت ستار تقديم استشارات صحية".
وأوضحت المصادر أن "قسم الرضاعة الطبيعية بالمديرية اقترح إنشاء لجان للتفتيش على المراكز الصحية لضبط المروجين للحليب الصناعي من ناحية، ومن ناحية أخرى طالبوا بدعم ثقافة الرضاعة الطبيعية من خلال برامج متنوعة مبتكرة، إلا أن المقترح لم يجد تجاوبا، وتم الاكتفاء بتحذير المراكز الصحية من التعاون مع الشركات الموردة للحليب الصناعي، ومعاقبة من ثبت تورطه في ذلك"، مشيرا إلى عدم قدرة المراكز الصحية على منع مندوبات الحليب الصناعي من الدخول ومقابلة المراجعات.
من جهته، أكد مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور عبدالله الطائفي أن "سياسة وزارة الصحة تمنع منعاً باتاً تسويق الحليب الصناعي بالمرافق الصحية، وهنالك عدة تعاميم صادرة للمراكز الصحية بعدم استقبال مندوبات الشركات، ومعاقبة من يخالف ذلك".
وأكد أن وجود إعلان لشركة حليب صناعي في عيادة الطوارئ في مستشفى النساء والولادة، مخالفة وظيفية، واعدا بالتحقيق مع الطبيب المخالف الذي سمح بذلك، مؤكدا أنه تصرف فردي، ولا تقبله الشؤون الصحية.
وشدد الدكتور الطائفي على أن "مديرية الشؤون الصحية والمستشفى تدعمان الرضاعة الطبيعية، وهناك عدة برامج إرشادية وتوجيهية تقدم دوريا للمراجعين لدعم هذا التوجه" .