أعلنت إسرائيل سحب كل قواتها من قطاع غزة إلى "مواقع دفاعية" خارج القطاع، مع بدء سريان الهدنة المؤقتة الجديدة بينها وبين الفصائل الفلسطينية المسلحة بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة.
ونقل عن الجيش الإسرائيلي تأكيده "استكمال مهمة تدمير الإنفاق."
وقال مراسلو وكالة فرانس برس إنه قبل بدء سريان الهدنة بدقائق، دوت صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب بسبب إطلاق حماس دفعة من الصواريخ على وسط إسرائيل.
ومن جانبه، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على غزة قبل بدء سريان وقف إطلاق النار.
وتأمل القاهرة في أن ترسل إسرائيل والفلسطينيون وفدين للتفاوض بأسرع ما يمكن بشأن هدنة طويلة الأمد في الصراع العسكري بين الجانبين.
شروط فلسطينية
وكانت حماس وإسرائيل قد أعلنتا قبول مقترح مصري بوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة بدأت الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش صباح الثلاثاء.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي"قوات الدفاع الإسرائيلية سوف يعاد نشرها لتتخذ مواقع دفاعية خارج قطاع غزة، وسوف نحتفظ بهذه المواقع الدفاعية".
ونقل عن الجيش الإسرائيلي تأكيده أن قواته استكملت تدمير الأنفاق، وهي المهمة الرئيسية من وراء العمليات العسكرية على غزة.
ونقل راديو إسرائيل وراديو الجيش الإسرائيلي، وهما الإذاعتان الرئيسيتان في إسرائيل، الثلاثاء عن الجيش قوله إن 32 نفقا على الأقل تربط بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية قد نسفت قبيل بدء الهدنة.
ومن المرجح أن ترسل إسرائيل وفدا للقاهرة للتفاوض. غير أنه من غير الواضح في الوقت الحالي ما إذا كان ممثلو الفصائل الفلسطينية سوف يجتمعون مباشرة من المفاوضين الإسرائيليين.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس "اشترطنا وقف العدوان وتسهيل دخول مواد البناء وتوسيع مساحة الصيد والغاء المنطقة العازلة وأمورا أخرى" .
وأضاف في تصريحات لتليفزيون الأقصى التابع لحماس "إذا ما ثبتت الأوضاع الأمنية، سيلتحق وفد من قطاع غزة بالوفد في القاهرة".
وقال ابو زهري ، كانت شروطنا "ان اي تهدئة لن تكون الا بانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل، وهذا ما حصل، وكان شرطنا انسحاب القوات الاسرائيلية وهذا حصل بالفعل".
ضبط النفس
وبينما رحب بان كي مون الأمين العام للمتحدة بالهدنة المعلنة، ناشد الأطراف الالتزام بها، مبديا استعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم الكامل لجهود وقف العنف و"تغيير الوضع الراهن المآساوي الذي لايمكن استمراره".
وقال إنه حتى يبدأ سريان الهدنة، يجب على كل طرف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وفي بيان رسمي حث بان على البدء بأسرع ما يمكن في إجراء المفاوضات في القاهرة بشأن وقف دائم لإطلاق النار والقضايا ذات الصلة.
وليس من الواضح ما إذا كانت الدعوة المصرية الجديدة تعني تعديلا في مبادرة كانت مصر قد طرحتها في الأيام الأولى للحرب وقبلتها إسرائيل بينما رفضتها حماس.
كانت إسرائيل قد بدأت عملية عسكرية على قطاع غزة سمتها "الجرف الصامد" يوم الثامن من الشهر الماضي.
وردت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بإطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية في عملية سمتها " العصف المأكول".
وأدى القتال إلى مايقرب من 1900 فلسطيني الغالبية العظمى منهم من المدنيين، ثلثهم تقريبا من الأطفال.
وتقول وكالات الإغاثة العاملة في غزة إنها تصارع من أجل التعامل مع عدد الفلسطينيين المصابين والمشردين داخل القطاع المحاصر منذ حوالي سبع سنوات.
وفقدت إسرائيل 64 جنديا وثلاثة مدنيين. ومن بين القتلى مواطن تايلاندي يعمل في إسرائيل.
واتهم الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تل أبيب بارتكاب ما وصفه بالمجازر في غزة، ودعا لاتخاذ إجراءات لإنهاء الوضع السائد في القطاع والذي شبهه بوضع اضطهاد المسيحيين في العراق والأقليات في سوريا.