كسر أمير منطقة مكة المكرمة مشعل بن عبدالله بروتوكول زيارته للمشاعر المقدسة والمخيمات أمس، حيث رفع يده مباشرة نحو المكيفات في مخيمات تركيا وأوروبا متسائلا: لماذا الهواء حار؟ مطالبا بإجابة واضحة وسط وجود مسؤولين رفيعي المستوى من عدة وزارات.
وأدى سؤال الأمير مشعل بن عبدالله إلى تقاذف عدة وزارات المسؤولية حيال غياب التكييف البارد عن الحجاج قبيل أيامٍ معدودات من الدخول الفعلي للحج، ليبادر وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين بالقول إن وزارته لطالما طالبت بهذا الشيء، وهو ما دفع بمدير عام مشروع إسكان الحجاج في منى التابع لوزارة المالية فهد الشريف للحديث بأنها جيدة وتحتاج فقط للوقت من أجل التبريد.
وتعقيبا على الواقعة، توجهت «مكة» بسؤال لمصدر رفيع في وزارة الشؤون البلدية والقروية حول العمر الافتراضي وصلاحية المكيفات في المشاعر المقدسة، والذي أكد أنه كان هناك مشروع تتولى وزارة الشؤون البلدية والقروية من خلاله صيانة وتهيئة المخيمات، بمبلغ 30 مليونا سنويا، بيد أن وزارة المالية رفضت المبلغ وحددته بـ 10 ملايين، الأمر الذي حدا بالأولى للاعتذار عن عدم القبول بعملية الصيانة، مضيفا أن مكيفات المشاعر تحتاج إلى صيانة دورية وتجربتها بشكل مستمر للتأكد من جاهزيتها في موسم الحج، خاصة أن أجهزة التكييف قديمة.
إغلاق الملف
وطالب أمير منطقة مكة بإغلاق ملف التكييف عاجلا، وأبان أنه سيتفقد بنفسه مخيمات المشاعر للتأكد من جاهزيتها بشكل عام ومكيفاتها بشكل خاص، قبل أن ينتقل إلى دور الإعاشة متسائلا عن اشتراطات السلامة وكفاءة جاهزيتها للحجيج.
وأكد أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية رئيس الهيئة العامة لمراقبة نقل الحجاج أن خادم الحرمين الشريفين يتابع شخصيا أدق التفاصيل المتعلقة بمشاريع المشاعر المقدسة، ويوجه بصفة يومية بتوفير وتأمين كل متطلبات الحجاج، والإسراع في تنفيذ جميع المشاريع ليؤدي الحجاج مناسكهم في يسر وسهولة. وأوضح أن جميع أجهزة الدولة تعمل ليلا ونهارا لإنجاز خططها ومهامها للخروج بموسم حج ناجح.
تفقد منشأة الجمرات
واستهل أمير منطقة مكة المكرمة الجولة التفقدية على المشاعر المقدسة بتفقد المرافق والتجهيزات المعدة لاستقبال وخدمة حجاج بيت الله الحرام، والوقوف على استعدادات الجهات الحكومية والخاصة بموسم الحج بما يواكب تطلعات القيادة، لتوفير كل الخدمات المطلوبة لضيوف الرحمن وتجهيز الموارد اللازمة لخدمتهم، وبدأ بزيارة تفقدية لمنشأة الجمرات بمشعر منى، وزار مركز الإشراف والقيادة والسيطرة الخاصة بالمنشأة وما تمت تهيئته بها من أحدث التقنيات والتجهيزات للإشراف على أوضاع الحجاج خلال توجههم للمنشأة لأداء شعيرة الرجم.
واستقل أمير مكة الحافلات في رحلة شاملة بالمشاعر المقدسة للاطلاع على كل المشاريع المنفذة ولتفقد أوضاع مواقع سكن الحجاج والطرق والمرافق المخصصة لخدماتهم والتأكد من جاهزيتها.
مشروع أنفاق المشاة
وبدأت الجولة الميدانية بتفقد مشروع أنفاق المشاة، والتي تربط حي العزيزية بالدور الثاني لمنشأة الجمرات، والتي ستساهم بشكل كبير في تسهيل وصول الحجاج المشاة القادمين من مكة المكرمة لرجم الجمرات وتوزيع الكثافة على أدوار منشأة الجمرات، ثم اتجه عبر مشعر منى متفقدا الطرق والشوارع ومخيمات الحجاج، وصولا إلى منطقة الشعيبين من خلال مشروع أنفاق المشاة الذي تم تنفيذه لربط منطقة الشعيبين بالدور الثالث لمنشأة الجمرات، والذي نفذ لخدمة الحجاج الذين يسكنون بمنطقة الشعيبين بمنى ليصلوا إلى منشأة الجمرات بيسر وسهولة ولاختصار المسافة عليهم دون مرورهم ببطن وادي منى.
مجازر مشروع المملكة
واتجه الأمير مشعل إلى منطقة المعيصم المجاورة لمشعر منى لتفقد منطقة منشآت مجازر مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، ومشروع مخلفات المجازر الذي تم تنفيذه هذا العام من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية. وواصل جولته بعد ذلك على مخيمات الحجاج بمشعر منى ووقف على عدد منها لتفقد أوضاعها والمرافق الخاصة بها والتجهيزات المهيأة بها لاستقبال وسكن الحجاج، وتوجه بعد ذلك عبر مشروع المرحلة الثالثة للنقل الترددي إلى مشعر مزدلفة وشاهد الساحات الواسعة التي تمت تهيئتها لنزول ومبيت الحجاج بالمشعر، ومشروع دورات المياه الجديدة، ومشاريع الطرق، ومواقف المركبات المنفذة بالمشعر، وواصل الجولة إلى مركز الخدمات الرئيسي بالمرحلة الثالثة للنقل الترددي، وتفقد سموه كل مرافق المركز المشتملة على مواقف الحافلات ومراكز الصيانة وسكن العاملين، كما دشن مقر المتابعة الالكترونية للنقل الترددي الذي تم الانتهاء من إنشائه هذا العام.
تفقد جبل الرحمة
عقب ذلك اتجه الأمير مشعل بن عبدالله لتفقد مشروع أمانة العاصمة المقدسة لتطوير المنطقة المحيطة بجبل الرحمة وطريق المشاة الرئيسي الرابط بين عرفات ومزدلفة، الذي تمت إعادة رصفه وإنارته بالإنارة الحديثة وزيادة مقاعد الجلوس ومشارب المياه على جانبيه لراحة الحجاج، ثم واصل الجولة لمقر وزارة الحج بمشعر عرفات، حيث قام بتدشين وزيارة المركز الرئيسي للخدمات والمتابعة بمشعر عرفات، والذي يشمل مواقع استقبال الحجاج والأطفال التائهين والاستعلامات والإرشاد وعددا من الخدمات الأخرى التي قد يحتاجها الحجاج بالمشعر.
وتفقد الأمير مشعل في جولته بمشعر عرفات المرافق والمراكز الخدمية وطرقات وشوارع المشعر، وتوقف لزيارة مستشفى شرق عرفات، حيث تفقد مرافقه واطلع على التجهيزات والإمكانات الحديثة التي تمت تهيئتها لخدمة الحجاج بالمشعر على أكمل وجه، قبيل اتجاهه لمحطة الخدمات الرئيسة لقطار المشاعر المقدسة، وقام بجولة فيها، زار خلالها مركز الإشراف والقيادة والسيطرة لقطار المشاعر المقدسة المشتمل على أحدث التجهيزات والآليات المخصصة لمتابعة حسن سير التشغيل والأداء للقطار وكل المحطات والمرافق الملحقة بها، مستقلا هو ومرافقوه القطار في رحلة عبر المشاعر المقدسة مرورا بمشعري عرفات ومزدلفة وصولا لمشعر منى، حيث توجه من هناك لزيارة وتفقد مشروع مجمع الجهات الحكومية بحمى المشاعر المقدسة المنفذ من قبل وزارة المالية.
اجتماع لجنة الحج المركزية
وترأس أمير مكة اجتماع لجنة الحج المركزية الذي عقد بالمجمع، والذي تم الاطلاع خلاله على عرض تفصيلي عن المشروع ومراحل تنفيذه وكل الإمكانات والتجهيزات المتوفرة به والهادفة لتمكين الأجهزة الحكومية من أداء عملها لخدمة الحجاج. وأكد خلال الاجتماع على كل الجهات المعنية بخدمة الحجاج بالاهتمام المتواصل بضيوف الرحمن وبذل أقصى الجهود والإمكانات لخدمتهم وتسهيل كل أمورهم وإكرامهم والعناية بهم على أكمل وجه، والحرص على تمكينهم من إتمام أداء كل الشعائر بيسر وسهولة لحين عودتهم لبلادهم بإذن الله سالمين غانمين وهم يحملون معهم أجمل الذكريات عن رحلتهم المباركة للمملكة.