أكدت مصادر أن اللجنة المكلفة بالتحقيق في قضية "حادث شارع التحلية" استدعت صباح اليوم (الثلاثاء) شاباً سعودياً خاطر بحياته لانتشال جثمان الفقيد "علي منشو" من داخل غرفة الصرف الصحي، عقب دقائق من حادث الغرق.
وكشف الشاب السعودي ويدعى سلطان جمال (٢٢ عاماً) تفاصيل الواقعة، قائلا إنه كان برفقة أحد أصدقائه يتنزه في شارع التحلية، عندما ظهر أمامه تجمع كبير للناس، فظن أنها مشاجرة، وحين اقترب شاهد العريف ياسر الغامدي - من منسوبي الدوريات الأمنية - يخرج من فوهة مكشوفة وبالكاد يتنفس.
وأضاف أن الغامدي سأل المتجمهرين إن كان أحدهم يستطيع السباحة، فأجابه بأنه يستطيع الغوص، وعلى الفور خلع ملابسه، ونزل عبر سلم حديدي حتى بداية غرفة الصرف الصحي، وكانت على ارتفاع أربعة أمتار، منها متران ممتلآن بمياه الصرف ومتران فارغان.
وأشار إلى أن العريف الغامدي لحق به وكان الظلام الدامس يعم المكان، فسبح في المياه وبدأ يتحسس بيديه وقدميه حتى وجد الفقيد في قعر المياه، مبينا أنه اضطر للغوص حتى وضعه على ظهره، وأوصله إلى الفوهة، بمساعدة الحبال التي ألقيت عليه من الخارج، بعد ثلاث محاولات فاشلة جراء تشبع المتوفى بالمياه.
وأردف وفقا لصحيفة "سبق" أنه عقب خروجه من غرفة الصرف التي مكث بها 20 دقيقة دهش عندما أخبروه أن هناك طفلاً لا زال في قاع غرفة الصرف، وحاول النزول ثانية إلا أن حضور الدفاع المدني أنهى مهمته، خصوصاً مع شعوره بتعب شديد وإرهاق وارتفاع في الضغط، حيث تم إسعافه إلى مستشفى الملك فهد بجدة.
واستنكر سلطان - الذي يعمل محاسباً في إحدى شركات القطاع الخاص نهاراً ويدرس البكالوريوس ليلاً - حجم المتجمهرين الكبير الذين كان عدد قليل منهم يحاول المساعدة، فيما حضرت الأغلبية للفرجة فقط، ما أدى إلى إعاقة عمل المنقذين.
وعن دافعه لما أقدم عليه، قال: "هول الموقف الذي شاهدته وفاجعة أسرة الفقيد، دفعني للنزول على الفور إلى داخل غرفة الصرف الصحي، فقد أحسست أنه أب، ولو كان قريباً لي لتمنيت أن ينقذه أحد، وكم كان حزني كبيراً عندما علمت بوفاته ولكنه قضاء الله وقدره".