وقعت جماعة الحوثي والقبائل والقوى السياسية بمحافظة إب وسط اليمن اتفاقا لتهدئة الأوضاع المشتعلة فيها، بينما انسحب المسلحون الحوثيون من مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط البلاد بعد معارك مع القاعدة استمرت ثلاثة أيام.
ونص الاتفاق الذي وُقع في منزل محافظ إب على أن تكون كل القوى السياسية عونا للسلطة المحلية في أداء مهامها، وأن تشكل لجنة تحقيق في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدن المحافظة.
كما نص الاتفاق على وقف التحريض ومنع استقدام مسلحين من كل الأطراف، لكنه استثنى موضوع انسحاب المسلحين من المحافظة وإحلال قوات الأمن والجيش والشرطة العسكرية مكانهم.
وأكد الاتفاق ضرورة العمل على استكمال ميثاق السلم والشراكة من جانب جميع القوى والأحزاب.
تطورات ميدانية
ميدانيا أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر محلية يمنية بأن مسلحي جماعة الحوثي سيطروا على إدارة الأمن في مدينة يريم بمحافظة إب وسط اليمن، في حين ارتفع عدد القتلى جراء الاشتباكات بين المسلحين الحوثيين وقبائل المنطقة في يريم إلى عشرين قتيلا، حسب مصادر محلية.
وقال المراسل حمدي البكاري إن الحوثيين عززوا نقاط التفتيش في يريم واستولوا على مقرات الأمن في المدينة دون أي مقاومة من السلطات، مشيرا إلى أن لواء حكوميا مسلحا لم يعترض سبيلهم.
وقالت مصادر إن المسلحين الحوثيين اقتحموا مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح في المدينة، وأضافت أن قتال شوارع يدور في المدينة مما أدى لمقتل عشرين حتى الآن.
من ناحية أخرى قال مصدر إن مدير أمن محافظة إب استقال من منصبه بعد نشر الحوثيين نقاط تفتيش في المحافظة، مشيرا إلى أن العشرات احتشدوا في المدينة مطالبين الجماعات المسلحة بمغادرة المحافظة، وتجنيبها دوامة الصراع.
وينتشر المسلحون الحوثيون منذ صباح الأربعاء الماضي في محافظة إب، وأقاموا نقاط تفتيش في شوارع رئيسية فيها، دون مقاومة من قوات الأمن. وأدت الإضرابات التي تشهدها المحافظة إلى توقف الدراسة في جامعة إب.
وفي مدينة رداع بمحافظة البيضاء قال مصدر محلي إن مسلحي جماعة الحوثي انسحبوا من المدينة بعد معارك عنيفة مع تنظيم القاعدة استمرت ثلاثة أيام.
وكان مسلحون قبليون قد حاولوا التصدي لانتشار الحوثيين في رداع، لكنهم انسحبوا بعد تدخل تنظيم القاعدة الذي شن أكثر من ثماني هجمات على نقاط التفتيش التي نصبها الحوثيون وقَتَل أكثر من 25 منهم، بينما لا تُعرف الخسائر في صفوف القاعدة.
وكان 24 قتيلا سقطوا الجمعة في المواجهات التي بدأت عندما توجه المسلحون الحوثيون إلى جنوبي البلاد، خصوصا إلى محافظتي ذمار وإب بعدما سيطروا الثلاثاء على مرفأ الحديدة على البحر الأحمر غربي البلاد.
منفذ حدودي
وعلى الحدود الشمالية للبلاد، أكد مصدر محلي للجزيرة في وقت سابق سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على منفذ الطوال الحدودي مع السعودية ومنطقة الوَقَاع في مديرية حرَض بمحافظة حجة على الحدود الشمالية لليمن مع المملكة.
وكان المسلحون الحوثيون قد طالبوا مدير الجمارك في المنفذ ومدير فرع البنك المركزي اليمني في دائرة الجمارك الخميس الماضي بعدم توريد العائدات المالية المركزية إلى العاصمة صنعاء، وإبقائها في الجمارك حتى إشعار آخر، حسبما نقلته مصادر إعلامية.
ونشرت صحيفة "اليوم" السعودية الصادرة السبت تصريحا للمدير العام لحرس الحدود السعودي اللواء عواد البلوي تعهد فيه بالتصدي "لكل من يفكر في العبث بأمن الوطن"، مؤكدا أن الحدود الجنوبية للمملكة سواء البرية أو البحرية آمنة.
وفي الأيام القليلة الماضية، سيطر مسلحون حوثيون على عدة مناطق إستراتيجية بمحافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، بينها المطار المدني والعسكري والميناء الرئيسي.