خالف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين مختصي المركز السعودي لكفاءة الطاقة، الذين قالوا في تقرير صدر حديثاً عن المركز، أن المساجد تعتبر من أكثر القطاعات استهلاكا للطاقة الكهربائية، وشدد الحصين على أن المنازل هي الاكثر استهلاكا للطاقة الكهربائية، وليست المساجد.
واستدرك بعد ذلك في سياق رده على استفسار "الوطن" أن المساجد أيضاً، لها نصيب في هدر الطاقة الكهربائية، وهناك جوامع بنيت على مساحات كبيرة جداً وكيفت وجهزت بالإنارة من أجل صلاة واحدة وهي صلاة الجمعة، ولا تستقل في بقية أيام الأسبوع، سوى صف أو صفين.
وأشار الحصين إلى هناك وسائل أخرى بإمكانها أن تخفض من هدر الطاقة في حال تنفيذها، كتقليص المساحة وتقليل عدد النوافذ، إضافة إلى وجود تجربة قامت بها الوزارة في عدد من المساجد كنماذج، حيث تم عزل الصفوف الخلفية التي لا يستفاد منها سوى في صلاة الجمعة عن بقية الجامع بعوازل زجاجية، لتقليل استهلاك أجهزة التكييف والإنارة وذلك لتوفير الطاقة الكهربائية وأثبتت التجربة نجاعتها وفعاليتها.
وأشار الوزير الحصين إلى تبني وزارة الشؤون الإسلامية الفكرة، ورصد ميزانية خاصة لها في الميزانية، تمهيداً لتعميم تطبيقها على جميع المساجد.
وفي سياق منفصل شدد وزير المياه والكهرباء للوطن على أن الوزارة لن تتهاون مع أي مقاول يتسبب في قطع كيابل الكهرباء، وسوف تغرم كل من يتسبب بضرر في شبكتها الكهربائية.
وكشف الحصين خلال تصريحات صحفية عقب افتتاح مؤتمر ومعرض العزل الحراري عن زيادة استهلاك الطاقة هذا العام بنسبة 8%، ونفى في الوقت نفسه أن تكون انقطاعات التيار الكهربائي حدثت بسبب عدم كفاية الطاقة، معللاً الانقطاعات بعوامل خارجية أخرى.
وبالعودة إلى تقرير المركز السعودي لكفاءة الطاقة كشف المختصون أن الدراسات أكدت بأن المساجد تعد من أكبر القطاعات استهلاكاً للطاقة الكهربائية، حيث يعادل استهلاك المساجد للطاقة حجم استهلاك الإنارة في شوارع المملكة؛ بسبب مواصفات البناء التي لا تتوافر فيها الاشتراطات الأساسية كالعزل الحراري، بالإضافة إلى المواصفات الهندسية التي تساعد على ترشيد الكهرباء كالنوافذ ووسائل التهوية.
وطالب المختصون باستخدام الألوان الخارجية الفاتحة للمبنى التي تقلل من امتصاص الحرارة، واستخدام الزجاج المزدوج والعاكس للحرارة، الذي من شأنه خفض حتى 5% من استهلاك المكيف للكهرباء.
وأفاد المختصون بأن 70% من البيوت في المملكة غير معزولة، وأن تكلفة العزل الحراري لا تتجاوز 5% من تكلفة المبنى، وأضافوا أنه تم اعتماد 13 مواصفة قياسية لـ10 منتجات عزل حراري من قبل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والاتفاق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، والشركة السعودية للكهرباء، والهيئة السعودية للمهندسين على آلية تطبيق العزل الحراري في المباني الجديدة.