في الوقت الذي تنتظر أم طارق والدة نزيلة في دار الفتيات في مكة المكرمة نتائج التحقيق فى شكوى تقدمت بها ضد ادارة الدار في ما وصفته بالتجاوزات فإن فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة وهيئة الرقابة والتحقيق بالعاصمة المقدسة يحققان في شكوى المواطنة حيث وعدت الجمعية بمتابعة القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها بتوجيه خطاب إلى رئيس التحقيق والادعاء العام بمكة «لجنة مراقبة السجون».
وقالت أم طارق وهي تستدعي الاحداث من أقاصي ذاكرتها ان ابنتها رصدت تلك المخالفات ودونتها بخط يدها في رسالة سلمتها لها في آخر زيارة التقت بها (حصلت «عكاظ» على نسخة منها) معللة ذلك بأن النزيلات يمنعن من الانفراد بذويهن أثناء الزيارة بحيث يرافقهن عدد من المراقبات حتى لا يتمكن من الحديث عما يجرى لهن في الدار.
وأضافت أم طارق أن ابنتها وزميلاتها في الدار يعانين من سوء المعاملة من بعض الموظفات بالإضافة إلى سوء التغذية حيث تقدم لهن وجبات منتهية الصلاحية وغير كافية ويظهر على بعضها العفن بالإضافة إلى رفض الإدارة الاستجابة لرغبتهن في تغيير بعض الأطباق الغذائية التي لا يرغبن بها، ما يجعل النزيلات يعتمدن على الوجبات الجافة التي توضع بكميات قليلة لا تكفي جميع النزيلات خاصة في وجبتي الإفطار والعشاء.
وأبانت الشاكية أن من مسلسل الإهمال سوء النظافة في الأطباق وعنابر الحبس والممرات ودورات المياه، لافتة إلى انها منعت من زيارة ابنتها والتي كانت -وفقا لقولها- في الحبس الانفرادي.
وردا على شكوى الأم أوضحت مديرة دار المؤسسة العامة لرعاية الفتيات بمكة المكرمة حفصة شعيب أن مجموعة من موظفات الدار هن من يتسببن في إثارة النزيلات وتحريضهن على التحدث في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن طريق ذويهن، موضحة أن اللجنة رصدت هذه الشكاوى بشكل سريع ودون أن تتحقق من صحتها وتم رفعها فورا إلى وزارة الشؤون الاجتماعية.
وأبانت أن إدارة الدار لم تمنع أم طارق من زيارة ابنتها كما تدعي طيلة الفترة التي قضتها من محكوميتها في الدار وهي سنة ونصف من أصل أربع سنوات بالإضافة أن ابنتها لم تدخل الحبس الانفرادي إلا مرة واحدة بسبب تجاوزها لنظام الدار واللجنة اطلعت على الأمر في محضر التحقيق الذي تم توثيقه في محضر الحبس الانفرادي كما هو متبع في النظام، مبينة أن مرافقة المشرفات اثناء الزيارة للنزيلات لم يكن اجتهادا شخصيا منها بل هو إجراء نظامي، منوهة الى أن المراقبة سجلت في محضر الزيارة أن والدة النزيلة كانت تحرض ابنتها على إثارة البلبلة ونشر شكواها في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، «الأمر الذي اضطرنا إلى اخذ إقرار عليها بعدم تحريض النزيلات إلا أنها رفضت التوقيع على القرار».