ظهرت في الفترة الأخيرة أجهزة منزلية جديدة هدفها فحص المخدرات، وساعد على انتشارها الترويج لها في مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي عده مختص طبي غير مجد، مؤكدا أن مثل هذه الأجهزة غير دقيقة، وأن المراكز العلاجية المتخصصة هي الأمثل في مثل هذه الحالات.
وتجد هذه الأجهزة إقبالا كبيرا، خاصة من أرباب الأسر وحتى الموظفين وكذلك الشباب المقبلين على الزواج، وذلك للتأكد من خلو أجسامهم من المخدرات، قبل التقدم للترقية أو فحص ما قبل الزواج. ووفقا لاستطلاع رأي قامت به "الوطن" فإن البعض يستخدم هذه الأجهزة بشكل أسبوعي، وزاد من انتشارها مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر صورا لهذه الأجهزة ومميزاتها والنتائج التي تستطيع الوصول إليها.
ويسعى المروجون لهذه الأجهزة إلى استغلال خوف الآباء على أبنائهم من الوقوع في فخ المخدرات، إذ يؤكدون أنها قادرة على متابعة الأبناء بشكل يومي، والتأكد من عدم تعاطيهم المخدارات، والمساعدة على تقديم النتائج في المنزل دون تدخل طبي، والجهاز يشبه إلى حد كبير أجهزة فحص الحمل المنزلية، ويستطيع الكشف ما إذا كان الشخص مدمنا على المخدرات أو تناول شيئا منها وذلك خلال دقائق، ويشمل ذلك تعاطي مادة الحشيش والكبتاجون، والهيروين، والأدوية النفسية، وشدد مستخدموه على أن الجهاز سهل الاستخدام ويساعد الأسر في متابعة أبنائهم بشكل دقيق.
إلى ذلك، أوضح أحد أولياء الأمور ـ رفض الكشف عن اسمه ـ أنه اشترى هذا الجهاز من منطقة الرياض، بغرض مراقبة أبنائه، والتأكد من خلو أجسامهم من المخدرات، مشددا على أنه لا يشك في تصرفات أبنائه. وقال "هناك من يحاول أن يغش الشباب بإعطائهم المخدرات بشكل غير مباشر في البداية عن طريق المشروبات أو الشيشة، وهذا يحتم على الآباء أخذ الحيطة والحذر لمراقبة الأبناء والتأكد من سلوكهم".
وأضاف أن الجهاز مستخدم بشكل واسع بين الآباء بعد معرفتهم بأهدافه، ولخصوصيته، إذ يتم الفحص في المنزل ودون الحاجة إلى الذهاب إلى مركز طبي متخصص.
على الجانب الآخر، شدد مختصون على أن الطريق الأصح والأمثل للقيام بفحص المخدرات عندما يشك الأهل في أبنائهم هو التوجه إلى مركز علاجي مخصتص لأنه يملك الإمكانات كافة، وتضم أجهزة ذات كفاءة عالية تقوم بتحليل المخدرات عن طريق الدم والبول، وأيضا المساعدة في الإقلاع عن تناول المخدرات أو الكحول مع تقديم العلاج.
يذكر أن عدد مراكز مراقبة السموم والكيمياء الطبية الشرعية التابعة لوزارة الصحة يبلغ تسعة مراكز في مناطق الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام وجدة والقصيم وعسير وتبوك وجازان.
من جهته، أكد الطبيب فارس عادل لـ"الوطن" أن أجهزة الفحص التي يتم اقتناؤها لإجراء عملية فحص المخدرات في البيت تؤدّي في أغلب الأحيان إلى عدم أعطاء نتائج دقيقة، وذلك بعكس الفحص المخبري في المراكز الطبية المتقدمة، فإنه يكون أكثر دقة خاصة في مثل هذه الفحوص.
وطالب الطبيب عادل بعدم الجزم بنتائج هذه الأجهزة، مع ما قد تسبب من أضرار اجتماعية ونفسية للأسر، وجدد مطالبه بالتوجه إلى مراكز الفحص المتخصصة، وعرض الأبناء على الأطباء المختصين.
وحول المدة الزمنية التي تبقى لآثار المخدرات في الجسم، قال عادل إن مخدرات مثل الحشيش أو الهروين يمكن أن تظل في بول المدمن لمدة تترواح بين أسبوع وشهر، أما حبوب الكبتاجون فتبقى في الجسم من ثلاثة أيام وحتى أسبوعين.