بعد عمل بالمملكة دام أكثر من 17 عامًا، توفي نجار هندي إثر نوبة قلبية، وذلك قبل خمسة أشهر، لكن الأغرب أن جثمان هذا الرجل ما زال موجودًا داخل مشرحة أحد مستشفيات الأحساء، منتظرًا الإكرام بالدفن، فيما تأكد أن كفيله السبب.
وبحسب صحيفة "سعودي جازيت" فإن ابن النجار الهندي علي حسين (65 عامًا) الذي انتقل للعمل في المملكة قام بعد وفاة والده بإنهاء كل الأوراق المطلوبة لترحيل الجثمان لمسقط رأسه في الهند.
لكن الصحيفة أكدت أن عدم اهتمام الكفيل السعودي بإنهاء الإجراءات الواجبة عليه أصبح العقبة الوحيدة التي تحول دون تمكين عائلته من دفنه.
وذكرت الصحيفة أن العامل الهندي تنقل بين مدن عدة داخل المملكة طوال عمله الطويلة مع كفيله، وكان هو العائل الوحيد لعائلته المكونة من ثمانية أفراد.
وأوضحت أن ابن "علي حسن" الأكبر تمكن من الانتقال للعمل في المملكة بعد وفاة والده من أجل متابعة إجراءات نقل الجثمان للهند، حيث أصبح الآن العائل الوحيد لعائلته، وأصبح المسؤول عن الإنفاق على تعليم أخيه الأصغر وأخواته الثلاث.
وأبدت الصحيفة استغرابها من عدم الاكتراث الذي أبداه الكفيل لمشاعر هذه العائلة الهندية المكلومة التي أصبح غاية ما تتمناه هو إلقاء نظرة أخيرة على والدهم المتوفى، والمسارعة بدفنه إكرامًا له، ولما تكبده من مشقة طوال السنين الماضية لتوفير حياة كريمة لهم.
وطالبت الصحيفة بالتحقيق مع هذا الكفيل الذي بلغ به التهاون في حقوق العاملين المغتربين عنده حدًّا فاحشًا حتى أنه ترك جثمان العامل الهندي المتوفى ملقى في المشرحة خمسة أشهر كاملة، وأصبح يتعمد عدم الرد على عائلته الراغبة في الحصول على الجثمان.
وأفادت الصحيفة بأن الإهمال في إنهاء إجراءات ترحيل جثامين العاملين المغتربين في المملكة أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة.
وقالت إن وزارة الداخلية والشؤون الصحية كانت قد أصدرت سابقًا قرارًا واضحًا بأنه لا يجوز لأي مشرحة الاحتفاظ بالموتى أكثر من شهرين، ويجب بعد هذه المدة المسارعة بدفن المتوفى، أو ترحيله لأهله، إلا أن الصحيفة أكدت أن هناك تهاونًا شديدًا في تنفيذ هذه التوجيهات التي أصدرتها الوزارة حتى أن بعض الجثامين بدأت تتحلل مع طول مدة بقائها في المشرحة.
