تقول القوات الكردية في شمالي العراق إنها تمكنت من فك الحصار الذي فرضه مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" على النازحين في جبل سنجار، معتبرة أنها حققت أكبر انتصار عليهم حتى الآن.
وأضافت قوات البيشمركة أنها حررت آلافا من الإيزيديين ونازحين عراقيين آخرين كانوا عالقين في جبل سنجار منذ شهر أغسطس/آب.
وبدأت العملية الأربعاء بالتوازي مع غارات جوية مكثفة بقيادة الولايات المتحدة استهدفت أكثر من 50 هدفا.
وقال كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البن تاغون) إن هذه الغارات الجوية قتلت عدة قادة عسكريين كبار في تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة، الجنرال مارتن ديمبسي، إن الضربات الجوية التي قتلت قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" "تستهدف عرقلة قدرة التنظيم على التمدد وتنظيم هجمات وإمداد مسلحيه وتمويل العمليات العسكرية".
وقال الجنرال ديمبسي في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال إن فقدان قادة تنظيم الدولة الإسلامية "قوض قدرته على التخطيط والقيادة والتحكم".
ومضى رئيس هيئة الأركان قائلا "هذه أهداف ذات قيمة عالية، إنها القيادة العليا".
ويشارك نحو 8 آلاف مقاتل من قوات البيشمركة في إقامة ممر آمن بمساحة 700 كيلومتر مربع حتى يتسنى للإزيديين العالقين مغادرة المنطقة المحاصرة.
وقال مراسل بي بي سي، جيم موير، إنه إذا صحت أقوال الأكراد في فك الحصار عن جبل سنجار، فإن ذلك يعتبر انتصارا بالغ الأهمية على تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويذكر أن بلدة سنجار الواقعة في جنوب جبال سنجار لا تزال تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" كما هو شأن مدينة الموصل وهي ثاني أكبر مدينة في العراق بعد العاصمة بغداد.
وقال مسرور بارزاني، مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، إن العملية انطلقت من بلدة زمار التي كانت قوات البيشمركة استعادتها في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" باتجاه جبل سنجار الذي علق فيه الكثير من الإيزيديين.
وأعلن بارزاني أن قوات البيشمركة الكردية تمكنت من استعادة جميع القرى حول جبل سنجار المحاصر منذ أشهر من جانب عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأضاف بارزاني أنه تم تأمين طريق جبل سنجار-دهوك تمهيدا لبدء عملية إجلاء نحو 1200 أسرة أزيدية كانت محاصرة في أعلى جبل سنجار.
وأضاف بارزاني قائلا إن هذه العملية "كانت عملية كبيرة جدا وتوجت بنجاح كبير".
وقال قادة البيشمركة إنهم يتوقعون أن تبدأ عمليات إجلاء المحاصرين في جبل سنجار يوم الجمعة.
وجاء في بيان صادر عن قوات البيشمركة أن أعدادا كبيرة من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" فروا باتجاه سوريا في الغرب أو باتجاه مدينة الموصل في الشرق.
تطورات ميدانية
شارك ثمانية آلاف عنصر من البشمركة في العملية التي بدأت فجر الاربعاء بضربات جوية للتحالف الدولي
وفي إطار التطورات الميدانية الأخرى، هاجمت عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" صباح الجمعة في الموصل سد المدينة.
غير أن قوات البيشمركة تمكنت من صد هذا الهجوم الذي سقط خلاله عدد من مسلحي التنظيم، فيما تم أسر عنصر واحد من المهاجمين.
وفي العاصمة بغداد لقى 10 أشخاص مصرعهم وأصيب 28 آخرون غالبيتهم من المدنيين في انفجار 3 عبوات ناسفة في أنحاء متفرقة من بغداد.
ووقعت ثلاثة انفجارات بعد ظهر الجمعة في شارع الشيخ عمر وسط بغداد والحي الصناعي في منطقة البياع وسوق شلال في منطقة الشعب ذات الغالبية الشيعية شمال شرقي بغداد.
وفي محافظة صلاح الدين، أفاد مصدر أمني لـ "بي بي سي" بمقتل انتحاري كان يقود سيارة مفخخة قرب أحد التمركزات الأمنية لما يسمى "سرايا الحشد الشعبي" غربي سامراء.
واشتبهت قوات الأمن في الانتحاري وأطلقت النار عليه ما أدى إلى انفجار السيارة التي كان يقودها.
وأعقب ذلك اشتباكات استمرت حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم قتل خلالها عنصران من قوات الامن والحشد الشعبي وجرح خمسة آخرون.
من ناحية أخرى، أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات سامراء بمقتل قيادي من تنظيم "الدولة الاسلامية" اسمه هزبر الحشماوي مع اثنين من مرافقيه اثر عملية عسكرية شنتها القوات الامنية والحشد الشعبي.
وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" شن هجوما على منطقة سنجار التي تشكل موطن الاقلية الايزيدية في أغسطس /آب، ووصفت الامم المتحدة ان الإيزيديين تعرضوا الى عملية "ابادة" شملت قتل المئات من أبنائها وسبي النساء والفتيات.
ودفع الهجوم مئات العائلات للجوء الى الجبل، حيث بقيت عالقة هناك.
وتمكن مقاتلون اكراد، غالبيتهم سوريون، من فك الحصار عن الجبل واجلاء الآلاف من المحتجزين، الا ان التنظيم عاود في الاسابيع الاخيرة حصار الجبل الذي يدافع عنه مقاتلون من البيشمركة ومتطوعون ايزيديون.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على بعض المناطق في سوريا والعراق حيث أعلنوا فيها عن قيلم "دولة الخلافة".