قال المجلس البلدي بجدة أمس، إن شركة المياه الوطنية بحاجة إلى دعم مالي يصل إلى 12 مليار ريال لاستكمال مشاريع البنية التحتية للصرف الصحي بالمحافظة، مؤكدا أن حجم المياه المتسربة إلى باطن الأرض يصل إلى 1.2 مليون متر مكعب يتم ضخها يوميا، وتعد هدرا حقيقيا لا يستفاد منه في مختلف الأحياء.
يأتي ذلك في وقت شكل فيه مشروع الغابة الشرقية الذي لا يزال في طور التشغيل شرق محافظة جدة أحد المنافذ الرئيسة لتلك الكميات المهولة من المياه بمساحة تتجاوز 10 ملايين متر مربع، وتستهدف خلاله الأمانة زراعة نصف مليون شجرة سيكون اعتماد سقياها الرئيس على تلك المياه المعالجة، وسط دعوات أطلقها مواطنون بضرورة رفع المستوى التشغيلي للمشروع بعد أن تحول إلى مصدر أساس للقوارض والبعوض والتعديات في أجزائه غير المستغلة في الجهة الشرقية منه.
وكشف سكان يجاورون الموقع أن نوعية وطبيعة زراعة الأشجار وكثافتها في المتنزه أمر ساهم في تغيير طبيعة المنطقة التي كانت تعاني من المشاكل البيئية لكنه يحتاج إلى رفع مستوى التشغيل والصيانة ومراقبة ذلك بدقة بعد انتشار الحشرات والقوارض وتعديات أصحاب الأغنام على أجزاء واسعة من الغابة، مؤكدين أنهم رفعوا عددا من الشكاوى إلى الأمانة بهذا الخصوص، وكان الرد أن ذلك مسؤولية الجهة المشرفة على المشروع.
وقال رئيس المجلس البلدي بجدة عبدالملك الجنيدي إن المشروع جاء في الأساس لمواجهة مشكلة سابقة تتعلق ببحيرة المسك وتحول بطريقة التشجير والمشاريع القائمة فيه إلى منفذ لسكان المحافظة وحل مشكلة سابقة لكنه لا ينبغي أن يصبح مشكلة مستقبلية، فالالتزام بصيانته ومتابعة مراحل إنجازه والعناية به من الأمور الأساسية التي ينبغي التركيز عليها، وهذا ما نعتقد أن أمانة جدة تقوم به، مشيرا إلى أن استغلال مياه الصرف الصحي لسقيا الغابة لا مشكلة فيه إذا كانت معالجة لكن المشكلة لو كانت تلك المياه تصب مباشرة دون معالجتها وهذا الأمر تراقبه الأمانة وتعاقب أي صهاريج تقوم به.
واعتبر الجنيدي أن شركة المياه الوطنية يجب دعمها وتشجيع الدور الكبير الذي تقوم به لحل مشكلة مياه الصرف الصحي بجدة والتي تجاوزت كمياتها المليون والمائتي ألف متر مكعب يوميا يتم ضخها إلى باطن الأرض، وتؤدي إلى ضعف البنية التحتية للمحافظة، فينبغي أن لا يتم سقيا أي شجرة بمياه محلاة في أحياء وشوارع المحافظة بل بتلك المياه المعالجة، مشيرا إلى أن اجتماعهم الأخير مع شركة المياه الوطنية أوضح أن الشركة بحاجة 10 إلى 12 مليار ريال لمواجهة وحل واستكمال البنية التحتية وتأهيلها في هذا الجانب، بحسب بيانات الشركة.
وقال إننا نتطلع إلى اليوم الذي تتحول فيه جدة إلى باحة غناء تحيط بها الأشجار والمتنزهات الطبيعية والأشجار كبقية المدن المتطورة في دول العالم.