عبر عدد من الدعاة والمشايخ عن اندهاشهم لتجمع أكثر من 50 زعيماً من زعماء العالم، أمس (الأحد)، في ما سمي بـ"مسيرة باريس" التضامنية مع 12 قتيلاً قضوا في الهجوم المسلح الذي تعرضت له صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، في الوقت الذي تسيل فيه دماء المسلمين ليلاً و نهاراً في أكثر من منطقة بالعالم، فيما لا يحرك هؤلاء القادة ساكناً.
وأشار الدكتور سلمان العودة، في تغريدة بحسابه في "تويتر"، إلى عدم جواز المشاركة في مسيرة باريس؛ لأنه يتم فيها رفع صور مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، كما يتوسطها الصهاينة، قتلة الأطفال والنساء، بحسب تعبيره.
من جهته، قال الشيخ عادل الكلباني، إمام وخطيب مسجد المحيسن بالرياض، عبر حسابه في "تويتر"، ساخراً، إنه لما رأى مسيرة باريس وقد شارك فيها زعماء العالم، تذكر مسلمي بورما وإفريقيا الوسطى.
فيما لفت الدكتور محمد البشر، وهو أستاذ الإعلام السياسي بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، إلى أن أصوات المنادين بحرية التعبير ارتفعت وخفتت أصوات المطالبين بالعدالة وحقوق الأديان والثقافات وطغت تحليلات نتائج الفعل على أسبابه.
وأضاف البشر في سلسلة تغريداته مساء أمس الأثنين، أن حديث الإعلام العربي والغربي والأجنبي الناطق بالعربية ارتكز على حماية فرنسا ودول الغرب لحرية الرأي والتعبير، لكنهم لم يتحدثوا عن أسباب ودوافع الحادثة.
وتساءل البشر بقوله: تخيلوا لو أن مسلماً في فرنسا وضع صورة الرئيس الفرنسي تحت قدميه أمام وسائل الإعلام، أو بصق على مجسم شارل ديجول، ما الذي سيحدث؟ سيعتبره الشعب إهانة لرمز من رموزهم وقد يتطور الأمر للانتقام من الفاعل.!
وقال الدكتور ناصر العمر، عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين، مغرداً: "يتداعى زعماء خمسين دولة ومئات الألاف من الناس لأجل ١٢ قتيلاً غربياً، بينما لا نجد هذا التداعي لمقتل مليون مسلم في سوريا والعراق أو لحصار غزة"!.
وفي سياق متصل، كتب الشيخ عوض القرني قائلاً: "مقتل اثني عشر من أصحاب الدم الأزرق يستدعي اجتماع خمسين زعيم عالمي في باريس، بينما قتلى المسلمين في كل مكان ملايين ولا بواكي لهم".
إلى ذلك، اعتبر الداعية الشيخ عبدالعزيز الطريفي أن الحمية التي أظهرها البعض تجاه أحداث باريس، هي من علامات النفاق، حيث يشتغل الناس بقضايا غير المسلمين، وتفتر عزيمتهم لقضايا المسلمين، مستشهداُ بقوله تعالى: (ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم).
يذكر أن العاصمة الفرنسية باريس، شهدت أمس (الأحد) مسيرة كبرى شارك فيها أكثر من 2.5 مليون شخص يتقدمهم خمسون زعيماً من قادة العالم بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبدالله الثاني، وذلك للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا الهجوم المسلح الذي تعرضت له صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، الأسبوع الماضي.