رد الشيخ خالد الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول، على دعوة الكاتب فهد الأحمدي لمراجعة كتب السنة، و"تنقيتها" من النصوص التي تخالف ما أثبتته الاكتشافات العلمية والتجارب الطبية، وقال الشايع إن الكاتب لم يراعِ الضوابط العلمية في طرحه، موضحاً أنه من المقرر أن السُّنة النبوية وصلت إلينا نقية وسالمة من الشوائب.
وكان الكاتب فهد الأحمدي، احتج عبر مقال بصحيفة "الرياض"، بالقاعدة التي قررها العلماء من اشتراط عدم شذوذ المتن للحكم بصحة الحديث، مبدياً استغرابه لاكتفاء علماء المسلمين في العصر الحالي بالبحث في صحة السند، وتجنب البحث في صحة المتن.
واستشهد الكاتب لما ذهب إليه، بما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا وقع الذباب فى إناء أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر دواءً"، مشيراً إلى أنه لم يعد مقبولاً طبياً بعد اكتشاف مسؤولية الذبابة عن نقل 42 مرضاً، وكذلك حديث "شرب بول الإبل"، وأن البول يتضمن جراثيم ضارة بحسب قوله.
ويرى "الأحمدي" أن الإمام البخاري لو كان يعيش بيننا اليوم، لقام بتنقية وتمحيص أحاديث الصحيح، لتتوافق مع العصر الحالي والعلوم الحديثة.
من جانبه، أوضح الشيخ خالد الشايع، أن علماء الحديث اشترطوا خمسة شروط للحكم بصحته.
وأضاف "الشايع" بأن الكاتب استند في دعواه إلى ما قرأه حول علل الحديث، وهذا الباب لابد للإفتاء فيه، بأن يكون الشخص قد اجتمعت لديه ضوابطَ وأدوات دقيقةً جداً، منها التلقي عن أكابر أهل العلم الراسخين ومعرفة علوم الحديث المتعلقة بالسَّند والمتن، وعلم أصول الفقه.
وتابع الشيخ "الشايع" بالقول إن متون السنة النبوية ما كانت ولن تكون خاضعةً لتحكيم النقد العقلي المجرد بسبب أيِّ شبهة تعرض لمتشكك.
وفيما يتعلق بقول الكاتب الصحفي، إن الإمام البخاري لو كان بيننا لأعاد النظر في الأحاديث الواردة في كتب السنة، قال "الشايع" إن البخاري حين جمع "صحيحه" لم يكن هذا رأياً شخصياً له فيغيره ولا هوىً فيتبعه، ولكنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يجب على المؤمن تصديقُه والتسليم له، موضحاً أن البخاري حين انتخب أحاديث "الصحيح" من آلاف الأحاديث التي يحفظها، كان يسلك منهجاً علمياً معتمداً من كبار العلماء، كما اشترط شروطًا خاصة في الرواة.
