في اعتداء صارخ على حرمة الأموات يمارس البعض نبش القبور من أجل البحث عن الكنوز والذهب والأموال بضمائر ميتة مدفوعة بكلام المشعوذين، والرغبة في الغنى السريع بدون مجهود.
هؤلاء النباشون يعيشون كما أخبر أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بالجامعة الإسلامية غازي المطيري كذبة وجود الذهب داخل المقابر، مصدقين بأن القدماء يدفنون أموال موتاهم معهم، ومع أن كل القصص تشير إلى أن نهايتهم وخيمة، ونادرا ما يخرجون بفائدة؛ إلا أن البعض ما زال يمارسها خفاء، متناسيا بأن عددا من ممارسيها في منطقة الربذة استغرقوا 25 عاما وخرجوا بـ5 دنانير فقط.
مات أغلب سكان الجزيرة العربية من الجوع، ومع هذا يعتقد البعض بأنه سيجد كنزًا بداخل قبورهم كما ذكر الباحث عبدالله الشنقيطي إذ يقول: «الباحثون يتقربون إلى المشعوذين ويصدقونهم في روايتهم، والتي ترتبط بالدجل.
لضعف الوازع الديني والجهل والطمع والجشع، اتجه بعض الناس لنبش القبور، وهنا في الجزيرة مات الناس من الجوع، فكيف يتوهم هؤلاء وجود أموال في قبورهم»وشدد الشنقيطي على خطباء المساجد بضرورة توعية المجتمع، وتوضيح الحقيقة لهم وإبعادهم عن الوقوع في هذه المخالفة، مشيرًا إلى أن البعض يسمعون عن الحضارات المصرية القديمة، وبأنه إذا مات الشخص تدفن معه أمواله فصدقوها، كما أن المتوهمين يعتقدون أن القبور التي في الجبال والصحاري البعيدة تضم كنوزا، لكن أغلب هذه القبور في الحقيقة لأناس ماتوا جوعا أو من المرض فتركهم أهلهم هناك.
من جهته يقول المتحدث الإعلامي لشرطة المدينة العقيد فهد الغنام إن من نجده ينبش القبور أو الآثار سنقبض عليه، ونحيل المعاملة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام حسب الأنظمة والتعليمات، وغالبا يسجن، حسب الأنظمة التي تحفظ الحقوق العامة والمحافظة عليها، وطالب ممارسي نبش القبور بأن يراعوا حرمة الموتى»ويرد غازي المطيري فعل النباشين لغريزة حب المال والذهب، ويضيف «هؤلاء بلا ضمائر، فنبش القبور اعتداء صارخ على حرمة الميت، سواء أكان مسلما أو غير مسلم، فهو تعد على الإنسانية» مشيرًا إلى أن الباحثين عن الكنوز هم عشاق المال، والعاطلون عن العمل، وهذا يدفعهم إلى التأثر بالكهنة والسحرة عن كشف تلك الكنوز، مؤكدا أن الجزيرة العربية ليس بها أموال ولا أملاك مدفونة، بل كانت تعيش فقرا مدقعا.
وشدد المطيري على تحرك الجهات المختصة في تعقب هؤلاء، ومعاقبتهم بالنظام والتعليمات التي تنص على عدم التعدي على الأملاك العامة والخاصة.
وعاش أحد نباشي القبور -تتحفظ «مكة» باسمه بناء على طلبه- خمس سنوات من الوهم والتعب مع شقيقه، وبحسب وصفه كان يبحث عن بصيص أمل من أجل تغيير حياته للأفضل، بعد الحصول عن الكنز المزعوم، مما كلف أخاه ترك زوجته وفصله من عمله، ويضيف «بعد خمس سنوات كاد يهلك شقيقي في منطقة مرتفعة كنا نبحث فيها، جعلنا نترك الأمر برمته.
رجع أخي إلى عمله ولكنه خسر زوجته، وبالرغم من عودتي إلى حياتي التي تحسنت بعد عملي مع والدي في مزرعته، إلا أنني ما زلت أواجه إشاعة متداولة بأني وجدت الكنز وبعته.