أعلن مختصون في البرمجيات عن استخدام وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA لبرامج تجسس زرعت في الأقراص الصلبة في أجهزة الكمبيوتر حول العالم، ما مكنها من التجسس والتنصت على أصحابها حتى بدون الاتصال بالإنترنت.
وزعم الباحثون وهم من شركة "كاسبرسكاي" أن الوكالة عملت على إخفاء تلك البرامج الخاصة بالتجسس والتي عبثت بالأقراص الصلبة "هارد دسك" في أجهزة الكمبيوتر الشخصية في 30 دولة حول العالم، حيث ظهرت معظم حالات التجسس في إيران، تليها روسيا وباكستان وأفغانستان والصين ومالي وسوريا واليمن.
وبدأت عملية التجسس في عام 2001، وازدادت بشكل كبير في عام 2008، الذي شهد انتخاب الرئيس باراك أوباما، حيث تم تصميم تلك البرامج لتعمل على أجهزة الكمبيوتر ليتم التنصت عليها حتى بدون توصيلها بالإنترنت.
وتضمنت أهداف برامج التجسس مؤسسات حكومية وعسكرية وشركات الاتصالات والبنوك وشركات الطاقة والباحثين في مجال الطاقة النووية، ووسائل الإعلام، والناشطين الإسلاميين.
ونشرت كاسبرسكاي خريطة العالم وبها مواقع "الإصابات" بتلك البرامج والتي تراوحت من مناطق شديدة الإصابة كما في روسيا والصين وإيران ومالي وباكستان وأفغانستان والهند وسوريا، ودول متوسطة الإصابة وعلى رأسها مصر وليبيا والجزائر واليمن وبريطانيا، ومجموعة ثالثة كانت برامج التجسس في أجهزة الكمبيوتر بها منخفضة مثل السودان والمغرب والصومال، بينما انعدمت تلك البرامج في دول أخرى.
ويرى الباحثون في "كاسبرسكاي" أن حملة التجسس لا تزال نشطة حيث تمت السيطرة على الآلاف من أجهزة الكمبيوتر، مما يتيح لمستخدمي برامج التجسس القدرة على سرقة الملفات أو التنصت على أي شيء يريدونه، ممثلين باستخدامها لمهاجمة منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وقال موظف سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، وفقًا لوكالة "رويترز" إن تحليل كاسبرسكاي صحيح، وإن الوكالة لا تزال تقدر قيمة برامج التجسس، بينما قالت المتحدثة باسم وكالة الأمن القومي إن ما تقوم به الوكالة يتوافق مع القانون وتوجيهات البيت الأبيض لحماية الولايات المتحدة وحلفائها من مجموعة واسعة من التهديدات الخطيرة.
وجاء الكشف عن تلك البرامج ليحدث ضررًا بقدرات وكالة الأمن القومي، التي سبق وتضررت بالفعل بسبب تسريبات ضخمة قام بها أحد أفرادها وهو إدوارد سنودن، مما نتج عنه إزعاج بعض حلفاء الولايات المتحدة وتباطؤ في مبيعات منتجات التكنولوجيا الأمريكية في الخارج.